|


عبد العزيز الزامل
ملحمة فينلاند «الجزء الثاني..»
2023-05-02
أتذكر وأنا في المرحلة الدراسية المتوسطة تقريبًا بدأت بمتابعة عالم الأعمال اليابانية “الأنمي” تحديدًا بشكل نهم، قبل ذلك في صغري كانت لي محاولات خجولة في متابعة بعض الأعمال، ثم أخرى لا أستطيع متابعتها بسبب كونها إما خارج المتناول من حيث الوصول، أو ممنوعة بنية الحماية الأسرية من المشاهد القاسية أو الخليعة وغيرها.
أتذكر أني كنت أذهب مع والدي بعد جمع مبالغ سبق له أن أعطاني إياها لأجل غرض “الفسحة في المدرسة”، ولكنني كنت أدخر أغلبها لأجل أن أجمعها ثم أشتري بها أشرطة الفيديو أو حتى أقراص الدي في دي في ذلك الوقت.
وكلما دخلنا على “العثيم مول” أسرعت إلى محل أشرطة الفيديو للبحث عن جديد أنمي “القناص”. استمرارًا لأعمال شهيرة مثل ناروتو، وون بيس، وبليتش، إلى أخرى قديمة كلاسيكية ومرموقة مثل كينشين ودي قراي مان ويو يو هاكشو، وغيرها من القائمة التي ستغطي باقي المقال إن تم ذكرها جميعًا. منذ ذلك الوقت وأنا مولوع في متابعة الأفلام اليابانية، تلك الأعمال التي تحمل في جعبتها أكثر من مجرد رسوم ترفيهية.
عمل “ملحمة فينلاند” هو أحد الأعمال العبقرية التي تعرض في الوقت الحالي، وتعتبر من الأعمال التاريخية والمثيرة والدرامية كذلك، كتبها ورسمها مؤلف المانجا ماكوتو يوكيمورا.
القصة تحكي عن طفل صغير اسمه “ثورفين” يفقد والده “ثورز” في حادثة مأساوية، حيث يشهد فيها قتل رجل لوالده، ومن لحظتها يقسم على الانتقام بأي طريقة كانت.
يتبع “ثورفين” قاتل والده، بل ويجبر على أن يكون خادمًا له ومنفذًا لرغباته شريطة أن يقبل التحدي بالمبارزة في كل مرة. وعلى مر السنين يفشل هذا الطفل الصغير في الانتقام لوالده.
القصة في هذا العمل تتعب لأثر من ذلك بكثير لدرجة تصل بالتأمل للحياة، والبحث عن معنى الروح الإنسانية، مطعمًا العمل حواراته بمعاني قوية وبعد درامي عالي الجودة، ليكون بالنهاية عمل لا يتحدث عن انتقام فقط، بل عن إنسان يبحث عن الغاية من وجوده على هذه الأرض بعد أن ارتكب جرائم عظيمة في حق الكبار والنساء والأطفال والرجال.