النجم الكبير يكشف كواليس «بابا المجال» ويتحدث عن أصعب المشاهد
شعبان: انتهى زمن الحصري
كشف النجم المصري الكبير مصطفى شعبان عن سعادته بما حققه مسلسل “بابا المجال”، الذي عُرض في موسم دراما رمضان الماضي، واستطاع من خلاله الخروج من عباءة الأعمال الاجتماعية الكوميدية. وفي حواره مع “الرياضية” أكد شعبان، انتهاء زمن “العرض الحصري” للأعمال الفنية بعد انتشار المنصات الإلكترونية، كما تحدث عن محطات عدة في مسيرته.
01
هل توقَّعت نجاح مسلسل “بابا المجال”؟
الحمد لله. سعيد برد فعل الجمهور وتعاطفه مع الشخصية، والأسئلة المتكررة التي كانت تردني على الـ “سوشال ميديا” أثناء عرض العمل، فالجمهور دائمًا يبحث عن الموضوعات التي تلمسه، والمسلسلات الشعبية من الأعمال التي أُسعد بتقديمها، إذ تخاطب العادات والتقاليد التي لا تختلف في كل الوطن العربي.
02
ما الدوافع لـ “زين” في “بابا المجال”؟
الدوافع كثيرة، أولها معاصرة ميلاد “زين” لحظة بلحظة، لذا دار كثير من المناقشات حول العمل مع الورشة والمؤلف محمد الشواف قبل الاستقرار على الشكل النهائي للعمل، الذي قدم دراما حقيقية من الواقع. أيضًا، لأن الظلم المتمثل في الحرام، ليس له وطن، كما رسمت الورشة ملامح كل الشخصيات الموجودة بدقة، وحافظت على إيقاع المسلسل كيلا يصاب المشاهد بالملل. كنت أود العمل مع المخرج أحمد خالد موسى، الذي يتميز بدقته الشديدة واهتمامه بكل تفاصيل العمل الذي يتولى إخراجه، ويجعل البطل الذي معه لا يفكر في شيء سوى التجويد بما يقدم، هذا إضافة إلى أن المسلسل يلمس أكثر من قضية مهمة، تشغل الكثيرين، وتجتمع حول أن الحرام وإن اختلفت أشكاله، لكن في النهاية “مَن يأكل الحرام.. يأكله الحرام”.
03
كيف جاء استعدادك للشخصية؟
قرأت دوري أكثر من مرة، وتحدثنا كثيرًا أنا والمخرج حول العمل بشكل عام، والشخصية خاصةً من خلال جلسات عدة للاستقرار على تفاصيلها، كما غصت في أعماقها، وأعجبني شخصيًّا “زين” الميكانيكي المكافح الذي يريد أن يعيش حياة شريفة مع والدته وخطيبته وأخواتها، بينما تخفي والدته حقيقة أن والده ما زال على قيد الحياة، لكن السر الذي أخفته طويلًا، يهدد حياة “زين”، ويقلبها رأسًا على عقب فتلاحقه الأزمات منذ بدء حلقات المسلسل، وتتفاقم عليه الأعباء والمشكلات، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنه يعبّر عن رضاه وصبره، ولا يعترض أبدًا على مشيئة الله، و”زين” شخص موجود في كل بيت ومجتمع عربي.
04
هل يمكننا القول إن “بابا المجال” هو تمرُّد من مصطفى شعبان على نوعية الأعمال التي قدَّمها أخيرًا؟
ليس بهذا الشكل توزن الأمور. مسلسل “بابا المجال” عملٌ مختلف إلى حد كبير في الشكل والمضمون، وأنا لا أقدم إلا العمل الذي أقتنع به، وسعيد بكل أعمالي السابقة، وقد لاقت نجاحًا كبيرًا. عندما يعرض عليَّ عملٌ، وأجد فيه جديدًا، أوافق عليه فورًا، وأقدمه لجمهوري، ولا أكرر نفسي أبدًا، وأبحث عن الجديد، مثل فكرة الموضوع، والرسالة التي يحملها، والقضية التي يطرحها، إذ لا بد أن تكون مختلفة تمامًا عن كل ما سبق.
05
هل ترى أن عرض المسلسل بشكل حصري كان لمصلحته، أم ضده؟
لا أعتقد أنه يوجد اليوم شيء حصري، فقد أصبحت هناك أكثر من نافذة، يتم من خلالها عرض العمل الفني، والمسلسل الجيد يبحث عنه الجمهور لمتابعته أينما كان، و”بابا المجال” عملٌ توافرت فيه كل عناصر النجاح من تأليف وإخراج وديكور وفنانين قدموا أفضل ما لديهم، وإنتاج سخي لم يبخل علينا على الإطلاق بل وفَّر كل مستلزماتنا. والحمد لله، المسلسل حقق وما زال يحقق نسب مشاهدة عالية كل يوم من خلال منصات العرض على شبكة الإنترنت.
06
هل يجب على نجم العمل أن يتابع تسويق أعماله؟
كلا، فالفنان له مهمة محددة، هي التعايش مع الشخصية التي يقدمها، ويجتهد لتقديمها في أفضل صورة ممكنة، لكنني سعيد بتسويق مسلسل “بابا المجال”، ولا أنكر أنني أتمنى أن يكسب أي منتج يعمل معي أضعاف ما ينفقه، وأعتقد أن المسلسل يتم تسويقه بشكل جيد، والأهم أن يتفاعل معه الجمهور الذي يذهب إلى العمل الجيد أيًّا كانت شاشة عرضه.
07
المائدة الرمضانية العام الجاري جاءت زاخرة بالكثير من الأسماء الكبيرة، هل شغلتك هذه الأسماء عند اتخاذك قرار تقديم “بابا المجال”؟
همي الأول والأخير هو أن أترك بصمة لدى جمهوري، فالنجاح ليس له قالبٌ ثابت، وفي النهاية كل واحد منا يجتهد ويحاول أن يصيب الهدف خلال الموسم.
08
استعنت في هذا العمل بأكثر من ممثل مخضرم.. هل كنت حريصًا على وجود هؤلاء النجوم فيه؟
بالفعل كان لدينا حرص كبير على الاستعانة بعدد من النجوم الكبار، من بينهم الفنانة الكبيرة سوسن بدر، التي لم أعمل معها منذ عام 2010 أي منذ فيلم “الوتر”، وسُعدت جدًّا بذلك، فهي فنانة كبيرة، وكذلك الفنان القدير رياض الخولي وكل الزملاء باسم سمرة، نسرين أمين، جومانة مراد، سهر الصايغ، الفنان الجميل جدًّا أحمد ماهر، صبري عبد المنعم، عبد الرحيم حسن، محمود حافظ، وعارفة عبد الرسول.
09
ما أصعب مشهد أديته في المسلسل؟
المسلسل به كثير من المشاهد التي تعدّ “مستر سين”، لكن المشهد الذي هزّني بصدق داخليًّا، هو مشهد موت الأب، كان من المشاهد التي شغلتني منذ أن قرأت السيناريو، لأنه صعب و”مقبض للقلب”، وكذلك مشهد وفاة الأم “زهيرة”. مثل هذه المشاهد تستلزم جهدًا كبيرًا حتى تظهر بشكل طبيعي.