|


أحمد الحامد⁩
زمن الروبوت!
2023-05-10
ـ الوظائف تنقرض بسبب أخينا الذكاء الاصطناعي، والواضح أنه مجتهد في عمله، ويتسارع أكثر مما نعتقد، لأن وظائف جديدة في طريقها للانقراض كنا نعتقد بأنها ستبقى للأبد.
لم أصدّق أن مهنة التمريض من المهن التي لن تبقى على حالها، وآخر صيحة من عالم الروبوتات ما أطلقه الباحث الأمريكي بن جورتزل عندما قدم للجمهور روبوتًا يعمل كممرضة أسماها جراس، ويقول جورتن عن جراس بأنها تستطيع القيام بالكثير من الأعمال، وأنها مناسبة جدًا لكبار السن الذين يشعرون بالوحدة في دور رعاية المسنين، فهي تستطيع الاستماع لقصصهم والإجابة على أسئلتهم، والمساعدة في الاتصال وإجراء عمليات الشراء عبر الإنترنت.
لا أعرف بماذا ستلقب جراس لاحقًا، أسوةً بالممرضة البشرية التي نصفها بالملاك الأبيض، ربما سيعطونها مصطلحًا تكنولوجيًا من تلك التي نسمعها ولا نفهمها، والمقلق أن الباحث بن جورتزل قال في حوار أجراه مع وكالة الصحافة الفرنسية إن الذكاء الاصطناعي قد يكون بديلًا عن 80 % من الوظائف! تخيلوا لو تحقق توقع الباحث بن جورتن، أعتقد بأن هذا الأمر سيغير أشياء كثيرة معه بدءًا بمناهج التعليم وتخصص الجامعات، وأنا منذ أن قرأت خبرًا قبل عام تقريبًا يقول بأن محاميًا روبوتًا ترافع أمام القاضي علمت بأن العالم سيكون مختلفًا عن العالم الذي نعرفه، وأن الأمر سيستغرق سنوات فقط. أعرف أن الشركات تعمل على تقليص مصاريفها، فالروبوتات أقل تكلفة من رواتب الموظفين، لكن أصحاب الشركات عليهم ألّا يفكروا فقط في زيادة أرباحهم، بل عليهم أيضًا أن يفكروا كيف سيعيشون في عالم مليء بالعاطلين، وأن السعادة في الحياة عملية جماعية وليست فردية. عندما كنت أكتب عن الروبوتات منذ سنوات كان نصف كلامي عنهم للترفيه، لكن الذكاء الاصطناعي وصل للمرحلة التي ستلغي فسحة المزاح في الكلام عنه، لأن الأمر جاد جدًا، خصوصًا للشباب المقبلين على العمل حاملين شهاداتهم وأحلامهم.
ـ كلما قرأت عمن تجاوزت أعمارهم المئة عام وجدت أن نصائحهم تدور حول أمرين، عدم الإكثار من الأكل، والتخلص من الضغوطات، مسألة عدم الإكثار من الأكل مفهومة، فالأكل على الأقل يسبب السمنة، والسمنة لها مشاكلها المعروفة، وأعتقد بأن ما يجب أن نتدرب عليه هو التخلص من الضغوطات، ولا أعتقد بأن المقصود هي ضغوطات كثرة العمل، بل فيما يفكر فيه الإنسان من أمور تقلقه، المستقبل، الأمان الوظيفي، الخوف من الفشل، أمور كثيرة تخيف الإنسان فتتشكل على هيئة ضغوطات، والحقيقة الواضحة أن معظمها ضغوطات وهمية، لأن أغلبها لم يحدث! آخر ما قرأته عن معمّرة اسمها كلاكيز مدجاري تبلغ 102 عامًا، ونصحت كلاكيز للحفاظ على الصحة بالتخلص من الضغوطات من خلال التخلص من الضغوطات والقدرة على الاستثمار مثل العلاقات والحياة المهنية، وقالت إن أسعد الناس الذين عرفتهم كانوا أولئك القادرين على تحديد الوقت المناسب للتخلي عن الأمور التي تسبب الضغوطات، وأضافت: الجميع يرتكبون الأخطاء، سامح نفسك، وإن تطلب الأمر، اطلب السماح من الآخرين، وبذلك يمكنك المضي قدمًا في الحياة.