يستعد طلاب وطالبات التعليم العام للمرحلتين المتوسطة والثانوية في المدارس السعودية «الحكومية والأهلية والأجنبية» خلال الفترة المقبلة لخوض تجربة تعليمية جديدة تعتمد على الرسوم بعد أن أطلقت وزارتا الثقافة والتعليم برنامج «تعليم المانجا» لإنتاج القصص المصورة ضمن الأنشطة اللاصفية الافتراضية المطبّقة في «منصة مدرستي».
ويأتي البرنامج امتداداً للشراكة القائمة بين وزارتيّ الثقافة والتعليم في إطار تفعيل إستراتيجية تنمية القدرات الثقافية عبر إدراج الثقافة والفنون في التعليم العام، وانطلاقاً من أهمية التواصل الثقافي الحضاري، وتعزيز القيم الجمالية والفنية في رسومات القصص المصورة، وتحفيز الطلاب على الابتكار والإبداع لإنتاج قصص مصورة بهوية ثقافية وطنية.
ويتكون برنامج «تعليم المانجا» من 10 حلقاتٍ تعليمية، بُني محتواها وفق أفضل الممارسات، والمعايير العالمية من قبل خُبراء في جامعات يابانية عريقة بهدف تنمية قدرات الطلاب والطالبات في مجال الرسم على طريقة المانجا.
وتعد «المانجا» من أشكال الفن الياباني المعتمد على الرسومات، والذي يطلقه اليابانيون على القصص المصورة، ويشمل جميع المواضيع، كما أنها ليست موجهة لصغار السن، إنما توجد أنواع مختلفة، وتصنيفات عديدة لمختلف الأعمار، ويعود تاريخ نشأة هذا الفن إلى القرن الثاني عشر، حيث بدأ كمخطوطات، لكنها انتظرت طويلا قبل أن تغزو المجتمعات الأوروبية وكان ذلك في بداية الثمانينات الميلادية، وتحديدا مع موجة اقتحام الأنمي الرسوم المتحركة اليابانية لشاشات التلفزيون الأوروبية.
أما أصل كلمة المانجا فإنه يعود إلى كلمتي «الكانجي» اليابانيتين واللتان تفيدان «مان» بمعنى «غريب الأطوار أو مرتجل»، و«جا» بمعنى صور، كما أن لفظ «مانجا» في اليابانية يرمز إلى جميع أنواع الرسوم المتحركة، كاريكاتير، وتقنية تحريك الصور المعروفة بالأنمي في حين أن لفظ «مانجا» خارج اليابان وفي العديد من دول العالم، يفيد «القصص المصورة اليابانية»، كما هو الحال مع استخدام لفظ «أنمي» في اليابان وخارجها
ويسمى رسام المانجا أو مؤلف المانجا بـ«المانجاكا»، وتعد طريقة الرسم أكثر ما يميزها، فهي غير ملونة، وقد يتم إضافة صفحات ملونة لإضافة طابع جيد في بعض قصص المانجا المحبوبة، ويترواح عدد الصفحات من 20 صفحة إلى 40 صفحة.
وأصبحت المانجا من أكثر الوسائل الترفيهية بالعالم، ومنها سلسلة «الصبي أستر»و الشهيرة التي كتبها ورسمها أوسامو تيزوكا، و نشرها بين عامي 1952 و1968، ووصلت مبيعاتها ما يقارب 100 مليون نسخة ، ويأتي بعدها «ون بيس»، ويتبعها «سلام دانك» و«ناروتو»، و«دراجون بول».
ولم تتوقف المانجا على كونها قصص مصورة، بل ألهمت صناع الأفلام والتلفزيون، وأنتجت بما يسمى الأنمي، ويأتي في مقدمتها أنمي «ديث نوت» والذي أنتج أفلام واقعية ومسلسلات أيضا، ويتبعه أنمي «ون بنش مان» والفيلم الشهير your name.