|


سليم بن صالح
رجال حمد الله
2023-05-13
ما كان جديرًا بزملاء صحافيين ونقاد وكتاب، قضوا ثلثي أعمارهم في باحات مهنة التعقل والثقافة والرأي السديد، الاحتفاء بحديث مهاجم الاتحاد المغربي الدولي عبد الرزاق حمد الله بعد مباراة فريقه الأخيرة، والذي أعلن فيها التجديد على بياض بسبب أن في الاتحاد رجال، على حد تعبيره.. وليس استنتاجًا ولا ذكاءً ولا توقعًا الجزم بأن المغربي كان يستقصد بطريقة وقحة أصحاب القرار في البيت النصراوي خاصة وحربه القانونية معهم لم تضع أوزارها بعد.
من حق حمد الله وغيره التفوه بما يراه متناسبًا مع أخلاقه وسلوكه، بشرط أن يكون هذا الكلام وفقًا لأدبيات بعيدة عن أي تجاوزات إنسانية واجتماعية، وأيضًا دينية.. ربما حمد الله نفسه لا يعي معنى أن يُجرد الرجل من رجولته في مجتمعات أهل الجزيرة العربية بالذات، وهذا أمر لا يستحق التوقف عنده كثيرًا، لكن أن يُحتفى بذلك التصريح وكأنه ينم عن فراسة وذكاء قائله فهنا تتضح معالم الصورة المهزوزة، وكيف أن بيننا من يتجاهل كل شيء حوله بما فيها القيم والمبادئ التي تشكلت في أذهاننا منذ مراحل الصبا، ويذهب ويؤيد سقوط تهريجي متفلت لمجرد الانتصار لميوله.. طبعًا هؤلاء ليسوا مشجعين يتخفون وراء أسماء مستعارة ومجهولة، وإنما “رجال” لم يتركوا جريدة إلا وكتبوا فيها، ولم يفوتوا شاشة إلا وظهروا عليها..
ثم هل صدَّق هؤلاء الرجال حكاية التوقيع على بياض.. وهذا طبعًا لا يفعله محترف مبتدئ فكيف بلاعب تمشكل مع أغلب الأندية التي مثلها ولأسباب مادية.. من حقه هو وغيره الدفاع عن حقوقه.. وربما أيضًا من حقه أن يجد رجالًا يدافعون عن هفواته انتقامًا لأحقاد ليس لها علاج.
قل ما تشاء يا حمد الله، وأطربنا بالمزيد عن مواصفات رجال يتوافقون مع متطلباتك، وصدقني ستجد رجالًا يشبهونك، يدافعون باستماتة عن “خرابيطك”.. لأن الرجولة والمرجلة ما كان ينقصها إلا من مثلك ليحاضر عنها!.