|


أحمد الحامد⁩
الروبوت يضرب من جديد!
2023-05-17
كلما شاهدت انقراض وظيفة شعرت بالخطر على بني البشر، وهنا لا أقصد الأذكياء - الذهينين - بل العاديون مثل حالاتي، ماذا سنفعل أمام الذكاء الاصطناعي الذي يقف على تطويره أثرياء العالم الجدد، شلة إيلون ماسك وبيل جيتس، فهؤلاء يظهرون كقادة للتطور التقني، لكن خطر ما يفعلونه أكثر من فائدته، لأن هدف تقنيتهم تقليص عدد الموظفين في شركاتهم، وبيع تقنيتهم، أي أنهم يعملون لمصلحة أرصدتهم دون الاهتمام بمصير الوظائف.
ماذا سنفعل أمام كل تطبيق يلغي مبنى كاملًا بموظفيه ومراجعيه وكهربائه ومائه؟ كيف نواجه قوة الذين يدعمون تطوير الذكاء الاصطناعي لأنهم يريدون التخلص من الموظفين؟ لقد وصل الأمر للمزارعين في القرى البعيدة.. شاهدت آلة عليها جهاز صغير تزرع الأرض وتحصد الزرع وتغلّف المحصول، بل وصل الأمر للرسامين.. لقد شاهدت تطبيقًا يرسم كل أنواع الرسم، خصوصًا تلك التي نراها ولا نفهمها، لقد سرقوا موهبة الرسامين وحرمونا من تعليقاتهم عن رسوماتهم وكيف انصهرت الكينونة بالألوان مع تمازج الأرق العتيق! وسيعز علي أن أرى صديقي الرسام نجيب صامتًا، بعد أن كان أسطورة الكلام الغامض. حتى عالم العطور تدخل به الذكاء الاصطناعي، وآخر الأخبار تتحدث عن روبوتات بديلة عن العطارين، وسمعت أن الشركات الفرنسية أدخلت فعلًا روبوتات كعطارين بدلًا من توظيف عطّارين بشريين! لابد من إيجاد حل ينصف الموظفين، وأنا هنا لا أدافع عن نفسي، فوظيفتي لن تنقرض، لأنها مبنية على الكلام، والإنسان يستطيع الاستغناء عن كل شيء عدا الكلام، وهذا من أسباب المشاكل عندما ينقل أحدهم كلامًا عن آخر، أو عندما يستغيب أحدهم شخصًا آخر، كل شيء قائم على الكلام، الفارق بين كلام شخص وآخر مستوى الصدق والكذب، وفي مستوى قيمة الكلام. ولكن أليس هناك روبوتات يتم تطويرها قادرة على الكلام والاستماع، لقد اشترى أحدهم قبل عام (روبوته) صنعت خصيصًا له، وبعد مدة راسل الشركة المصنعة طالبًا الموافقة على الزواج منها، لأنها غير متطلبة، ومما قرأته عن الروبوتات المتكلمة أنها لا تقاطع المتحدث ولا تستغيبه عندما يغادر ولا تذيع أسراره! عندما ظهرت الآلة خرج مئات الآلاف من وظائفهم، لكنها سمحت بإنشاء آلاف المصانع، وهذا أتاح وظائف جديدة، لقد كانت الآلة في صالح الوظائف بينما الذكاء الاصطناعي يعمل لصالح صانعيه. يقال بأن لا أحد يستطيع أن يقف في حركة التغيير، لأنها عندما يحين موعدها فإنها تأتي عاصفة جامحة، ولكن حتى الذين يبدو أنهم المستفيدون لا يستطيعون قراءة المستقبل، فإن كان الذكاء الاصطناعي مفيدًا لهم الآن قد يكون مضر لهم في المستقبل. بالنسبة لي سأحاول تعلم مهنة جديدة، ربما ناقد!.