عالم التجارة بعيد عن إيقاع الوظيفة، وفيه من التحديات ما لا يظهر على السطح، إنما يعرف هذه التحديات الذين خاضوها، سواء ربحت تجارتهم، أو خرجوا منها (متلكمين) كما أجاب أحد الأصدقاء عندما سألته عن أخبار مشروعه الجديد فأجاب: تلكمت! حينها حاولت الطبطبة عليه، وقلت: كسبت التجربة والخبرة، والحمد لله أنك بصحتك.
لكنني منذ سماعي لوصفه عن حالته (تلكمت) أصبحت كلما تذكرته أتخيل وجهه متورمًا من أثر اللكمات مع خيط دم ينزف من زاوية فمه، وعينين يكاد الدمع يفيض منهما. عالم التجارة مثله مثل بقية العوالم فيه أفراحه وأحزانه، وغرائبه وعجائبه، ومع أنني قرأت وسمعت عن قصصه الغريبة، لكني لم أجد أعجب ممن يرزقه الله فيعيد الفضل لنفسه وحكمته، متناسيًا أن هناك عباقرة لم ينجحوا، ليس لنقص في مهارتهم، أو لأنهم لم يعملوا بالأسباب، بل لأن الله سبحانه لم يكتب لهم الرزق من هذه التجارة. يقال إن الأسواق تبحث عن الأفكار الجديدة، شرط أن تكون في وقتها المناسب، وألا تأتي مبكرًا ولا متأخرًا، فبعض المشاريع لم تنجح لأنها سبقت زمنها، وأخرى فشلت لأن الزمن تجاوزها، لذلك قيل الفكرة زائد التوقيت. أما الأفكار نفسها فتحتاج إلى شجاعة شرط أن يكون السوق بحاجتها، ويُعرف أن التجار يلتقطون ما لا يراه العامة، ويقرأون ما لا نقرأه، هذه هي موهبتهم التي يتميزون بها، موهبة مثل بقية المواهب مثل الرسم ولعب كرة القدم، والفارق بين موهبة التجارة وكرة القدم أن التجارة بالإمكان اكتسابها، بينما كرة القدم موهبة فطرية تولد مع اللاعب، ولاعب كرة القدم الناجح يحتاج إلى أخلاق عالية وضبط للنفس، لكي لا يطرد من الملعب، بينما يحتاج التاجر إلى الصدق والأمانة، فمن دونهما لا تسمى ممارسته للعمل التجاري بالتجارة. بالأمس وأنا أتابع بعض الفيديوهات القصيرة تعرفت على قصتي نجاح غريبتين، الأولى لرجل هولندي حلم أن يهاجر إلى أستراليا لينشأ مزرعته، لكنه عندما وصل وجد أن الأرض التي اشتراها عن بعد لم تكن جاهزة للزراعة، ومليئة بالعقارب والثعابين، فحوّل فكرته الزراعية إلى فكرة طبية، مستغلًا وجود العقارب والثعابين باستخراج سمومها وبيعها لمصانع الأدوية، أصبح الرجل الآن يملك شركة كبرى متخصصة. ربما يسمى ما فعله الرجل هو التكيف مع الظروف. بطل القصة الثانية من اليابان، لم يأت بفكرة من خارج الصندوق كما ينصح الرواد والمدربون، بل جاء بفكرة من بطن الصندوق مستغلًا الطبيعة البشرية عند بعض النساء، أما الفكرة فتقوم على تقديم خدمة إفشال أي علاقة عاطفية يقوم بها الزوج مع امرأة غير زوجته، أي أنه يتدخل بصورة ما ليزرع المشاكل بين الزوج والمرأة الأخرى فتنشأ المشاكل وتنقطع العلاقة. المشروع لاقى نجاحًا كبيرًا، حتى أن الرجل صار مليونيرًا في مدة قصيرة، ومعظم هذه الملايين كانت بسبب شكوك النساء الزائدة في أزواجهن، لأن الكثير من أزواج النساء ممن طلبن الخدمة لم يكونوا على علاقة مع غير زوجاتهم! ربما يستغل أحدهم الوضع فينشأ شركة لإعادة العلاقات المنقطعة!.
لكنني منذ سماعي لوصفه عن حالته (تلكمت) أصبحت كلما تذكرته أتخيل وجهه متورمًا من أثر اللكمات مع خيط دم ينزف من زاوية فمه، وعينين يكاد الدمع يفيض منهما. عالم التجارة مثله مثل بقية العوالم فيه أفراحه وأحزانه، وغرائبه وعجائبه، ومع أنني قرأت وسمعت عن قصصه الغريبة، لكني لم أجد أعجب ممن يرزقه الله فيعيد الفضل لنفسه وحكمته، متناسيًا أن هناك عباقرة لم ينجحوا، ليس لنقص في مهارتهم، أو لأنهم لم يعملوا بالأسباب، بل لأن الله سبحانه لم يكتب لهم الرزق من هذه التجارة. يقال إن الأسواق تبحث عن الأفكار الجديدة، شرط أن تكون في وقتها المناسب، وألا تأتي مبكرًا ولا متأخرًا، فبعض المشاريع لم تنجح لأنها سبقت زمنها، وأخرى فشلت لأن الزمن تجاوزها، لذلك قيل الفكرة زائد التوقيت. أما الأفكار نفسها فتحتاج إلى شجاعة شرط أن يكون السوق بحاجتها، ويُعرف أن التجار يلتقطون ما لا يراه العامة، ويقرأون ما لا نقرأه، هذه هي موهبتهم التي يتميزون بها، موهبة مثل بقية المواهب مثل الرسم ولعب كرة القدم، والفارق بين موهبة التجارة وكرة القدم أن التجارة بالإمكان اكتسابها، بينما كرة القدم موهبة فطرية تولد مع اللاعب، ولاعب كرة القدم الناجح يحتاج إلى أخلاق عالية وضبط للنفس، لكي لا يطرد من الملعب، بينما يحتاج التاجر إلى الصدق والأمانة، فمن دونهما لا تسمى ممارسته للعمل التجاري بالتجارة. بالأمس وأنا أتابع بعض الفيديوهات القصيرة تعرفت على قصتي نجاح غريبتين، الأولى لرجل هولندي حلم أن يهاجر إلى أستراليا لينشأ مزرعته، لكنه عندما وصل وجد أن الأرض التي اشتراها عن بعد لم تكن جاهزة للزراعة، ومليئة بالعقارب والثعابين، فحوّل فكرته الزراعية إلى فكرة طبية، مستغلًا وجود العقارب والثعابين باستخراج سمومها وبيعها لمصانع الأدوية، أصبح الرجل الآن يملك شركة كبرى متخصصة. ربما يسمى ما فعله الرجل هو التكيف مع الظروف. بطل القصة الثانية من اليابان، لم يأت بفكرة من خارج الصندوق كما ينصح الرواد والمدربون، بل جاء بفكرة من بطن الصندوق مستغلًا الطبيعة البشرية عند بعض النساء، أما الفكرة فتقوم على تقديم خدمة إفشال أي علاقة عاطفية يقوم بها الزوج مع امرأة غير زوجته، أي أنه يتدخل بصورة ما ليزرع المشاكل بين الزوج والمرأة الأخرى فتنشأ المشاكل وتنقطع العلاقة. المشروع لاقى نجاحًا كبيرًا، حتى أن الرجل صار مليونيرًا في مدة قصيرة، ومعظم هذه الملايين كانت بسبب شكوك النساء الزائدة في أزواجهن، لأن الكثير من أزواج النساء ممن طلبن الخدمة لم يكونوا على علاقة مع غير زوجاتهم! ربما يستغل أحدهم الوضع فينشأ شركة لإعادة العلاقات المنقطعة!.