|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2023-05-25
مقال اليوم مما نشرته وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية، وكالعادة لن أختار شيئًا من أخبار الحرب الروسية الأوكرانية، مع أني أتابع أخبارها، ليس اهتمامًا بل خوفًا، لأن ظاهرها لا يحكي باطنها، فهي أكبر من حرب بين بلدين متجاورتين ينتصر أحدهما أو يتعادلان، وكل ما فيها يتصاعد لدخول دول أخرى بشكل مباشر.
حينها ستبدأ الحرب التي قد تغير كل شيء، وبالأمس استمعت لأحد المحللين يقول بأن الروس والناتو على نفس السكة وكل يقود قطاره تجاه الآخر، ولا بد من لحظة اصطدام إذا ما استمرت حركة القطارين. وجدت نفسي أردد بصوت مسموع: الله يعطيك العافية على هذا التحليل.. ما قصرت! لكني في قرارة نفسي كنت أتفق مع ما قاله من خطورة الوضع، وأتذكر أحد (شيابنا) ممن عاصروا زمن الحرب العالمية الثانية عندما قال “إن تأثيرها لحق حتى الشاي الذي كنا نشربه مع أنها كانت بعيدة”. هل أبدو خائفًا على فقدان الشاي؟ وما الذي سأخاف عليه أكثر من الشاي والقهوة، فأنا لا أملك مصانع لا في روسيا أو أوكرانيا، ولا بواخر تبحر في أي محيط. إن الذي لديه الوقت ليشرب الشاي بهدوء وطمأنينة لديه ألف عذر لكي يخاف على فقدان شيء منهم. هل أبدو متشائمًا؟ لست متشائمًا، لكن الأطراف المتحاربة تمتلك من القنابل إذا انفجرت واحدة منها ستعجز الكاميرا عن تصوير آثارها لأنها لن تكون صالحة للعمل. لماذا كتبت ما يثير القلق في الوقت الذي قلت فيه أنني لن أكتب ما يثير القلق؟ ربما بسبب متابعة الأخبار المقلقة، قل لي ماذا تقرأ؟.. أقول لك بماذا تشعر.
في البرازيل هناك حملة لإدراج اسم الأسطورة بيليه في القاموس ككلمة مرادفة للتميز، وبذلك إذا ما أُدرج الاسم بهذا الشكل فإن استخداماته ستطال العديد من المجالات، كأن يقال: إنه بيليه الوسامة، أو إنه بيليه الدراسة، أي أنه متميز في دروسه، أو يقال إنه بيليه التجارة، دليل على نجاحه وانتفاخ جيبه. أعتقد أنه تكريم كبير ومستحق للجوهرة السوداء، وللأسف لم أشاهد أهدافه ومراوغاته إلا بعد أيام من وفاته، عندما انتشر فيديو جمع العديد من اللقطات التي تظهر عبقرية بيليه. بالنسبة أدخلت كلمة مارادونا في قاموسي منذ زمن، ومازلت أصف المتميز بأنه مارادونا في مجاله، أقول عن الطباخ المتميز بأنه مارادونا الكبسة، وذاك مارادونا الظرافة، وذاك مارادونا الطاقة الإيجابية، آخر استخدام كان لأحد الأصدقاء ممن يبتكرون أعذارًا لا تخطر على البال، قلت له بأنك مارادونا الأعذار.. قال إنه تمنى لو أنه يجيد تنفيذ عمله مثلما يجيد خلق الأعذار، وقال إنه يفكر باستغلال موهبته وفتح مؤسسة لبيع الأعذار المحبوكة لمن يحتاجها.