كلما حل الصيف أكتب عن عادات الشعوب، ربما يسافر القارئ إلى دولة يحتاج لمعرفة بعض عاداتها وتقاليدها، أما قوانينها فيجب أن يُقرأ عنها قبل السفر إليها، وأقول يجب لأن بعض ما نعتقد بأنه أمر طبيعي قد لا يكون كذلك في دولة ما.
أتذكر عندما سقطت نظّارة امرأة على سكة القطار في بلد أوروبي وسمعتها تتحسر وتكاد تبكي عليها، وقعت النظارة بجانب الحديد الأيمن من السكة، وبدت المسافة إليها قصيرة لكنها تحتاج للنزول، ودون تفكير وجدت نفسي على سكة القطار ملتقطًا النظارة في الوقت الذي ظهرت فيه أنوار ومقدمة القطار من ظلام النفق متجهة نحوي، صعدت بخفة وقدمت النظارة للسيدة التي لم تصدق ما يحصل قائلة: أنت بطلي! كان وقع الكلمات - أنت بطلي - مؤثرًا، فهذه المرة الأولى التي يقال لي إنني بطل، تعودت أن يقولوا لي: فكنا من خبالك.
بعد ثوان توقف القطار ونزل السائق، تقدم إلينا متسائلًا: هل كان أحدكم على سكة القطار؟ كان بين اليقين والشك، عيناه رأتا إنسانًا على السكة، وعقله يشك فيما رأتا، فأجابته السيدة باستغراب: لا لم يكن أحدنا على سكة القطار.. ولماذا يكون أحدنا على سكة القطار؟ فغادر السائق بعد أن نظر نحوي نظرة شك. هذه الحكاية منذ سنوات ولو عاد الزمن لما فعلت فعلتي المجنونة من أجل نظارة! علمت بعد مدة وعن طريق الصدفة أن عقوبة تنتظر كل من يتواجد على سكة القطار. أعود إلى العادات والتقاليد في البلدان البعيدة التي من الأفضل التعرف عليها لكي لا يقع المسافر بالحرج. في أسبانيا هناك مهرجان سنوي يسمى (إل كولاكو) يقام منذ ثلاثة قرون، وهو عبارة عن سباق مثل سباق الحواجز، لكن الحواجز هنا هم أطفال حديثي الولادة يوضعون على وسائد في عدة صفوف، وعلى المتسابقين أن يقفزوا فوقهم، احذر أن تشترك في السباق إن كنت مدخنًا ولا تمارس الرياضة لكي لا تقع قدمك في بطن أحد الأطفال، أرجوك اكتفي بالمشاهدة ولا تبحث عن بطولات ومقاطع سناب شات، وتذكر بأنك قد تتسبب في أذى لطفل من الأطفال، وقد تتعرض للضرب من والدي الطفل وأقاربه، وستكون محط شماتة الإسبان، أساس هذا المهرجان يعود إلى حكاية تقول إن السباق بمواصفاته يطرد الشياطين عن الأطفال. إذا كنت من هواة المناظر الجبلية وقررت السفر إلى التيبت فأرجو منك أن تتعلم جيدًا طريقة السلام عندهم وهي مد اللسان، واحذر إذا مد أحدهم لسانه نحوك ألا تمد لسانك نحوه، لأن عدم مد لسانك يعني أنك لا ترد تحيته، وهذا فيه تقليل من الاحترام وعدم الترحيب بالمقابل، لكن أرجو ألا تبدأ بالتدرب على مد اللسان من الآن، حاول أن تتدرب في الليلة التي تسبق السفر فقط، وألا يراك أحد، خصوصًا أبناؤك فهم يرون أنك بطلهم العاقل والحكيم. إذا قررت السفر إلى الفلبين فأرجو أن تقرأ أين تعيش القبائل التي يُسَلم أفرادها على بعضهم برفع الرجل إلى أعلى، أرجوك لا تذهب إليهم إن لم يكن جسمك مرنًا وقادرًا على رفع رجعلك للأعلى عدة ثوان، وإذا ما قررت الذهاب هناك فأرجو منك التدرب جيدًا لأن عدم رفع الرجل إلى الأعلى لعدة ثوان يعني أنك لا تحترم المقابل احترامًا كافيًا، ولأن الكثير من المشاكل وقعت هناك لأن أحدهم رفع رجله إلى الأعلى مدة ثانية واحدة فقط كتعبير لعدم احترامه للآخر. في الصين إذا ما شاء النصيب الزواج من قبيلة (مياد) فاحذر أن تدفع المهر قبل التأكد من تشابه عيون الدجاجة، فالعادة هناك أنهم يطبخون دجاجة وينظرون إلى عيونها بعد الطبخ، فإن بقيتا متشابهتين في اللون فهذا يعني أن الزواج سيكون ناجحًا وتتم مراسم الزواج، ويقومون بإلغاء الزواج إذا اختلفت ألوانهما، لذا قل لهم المهر بعد طبخ الدجاجة.. سفرة سعيدة.
أتذكر عندما سقطت نظّارة امرأة على سكة القطار في بلد أوروبي وسمعتها تتحسر وتكاد تبكي عليها، وقعت النظارة بجانب الحديد الأيمن من السكة، وبدت المسافة إليها قصيرة لكنها تحتاج للنزول، ودون تفكير وجدت نفسي على سكة القطار ملتقطًا النظارة في الوقت الذي ظهرت فيه أنوار ومقدمة القطار من ظلام النفق متجهة نحوي، صعدت بخفة وقدمت النظارة للسيدة التي لم تصدق ما يحصل قائلة: أنت بطلي! كان وقع الكلمات - أنت بطلي - مؤثرًا، فهذه المرة الأولى التي يقال لي إنني بطل، تعودت أن يقولوا لي: فكنا من خبالك.
بعد ثوان توقف القطار ونزل السائق، تقدم إلينا متسائلًا: هل كان أحدكم على سكة القطار؟ كان بين اليقين والشك، عيناه رأتا إنسانًا على السكة، وعقله يشك فيما رأتا، فأجابته السيدة باستغراب: لا لم يكن أحدنا على سكة القطار.. ولماذا يكون أحدنا على سكة القطار؟ فغادر السائق بعد أن نظر نحوي نظرة شك. هذه الحكاية منذ سنوات ولو عاد الزمن لما فعلت فعلتي المجنونة من أجل نظارة! علمت بعد مدة وعن طريق الصدفة أن عقوبة تنتظر كل من يتواجد على سكة القطار. أعود إلى العادات والتقاليد في البلدان البعيدة التي من الأفضل التعرف عليها لكي لا يقع المسافر بالحرج. في أسبانيا هناك مهرجان سنوي يسمى (إل كولاكو) يقام منذ ثلاثة قرون، وهو عبارة عن سباق مثل سباق الحواجز، لكن الحواجز هنا هم أطفال حديثي الولادة يوضعون على وسائد في عدة صفوف، وعلى المتسابقين أن يقفزوا فوقهم، احذر أن تشترك في السباق إن كنت مدخنًا ولا تمارس الرياضة لكي لا تقع قدمك في بطن أحد الأطفال، أرجوك اكتفي بالمشاهدة ولا تبحث عن بطولات ومقاطع سناب شات، وتذكر بأنك قد تتسبب في أذى لطفل من الأطفال، وقد تتعرض للضرب من والدي الطفل وأقاربه، وستكون محط شماتة الإسبان، أساس هذا المهرجان يعود إلى حكاية تقول إن السباق بمواصفاته يطرد الشياطين عن الأطفال. إذا كنت من هواة المناظر الجبلية وقررت السفر إلى التيبت فأرجو منك أن تتعلم جيدًا طريقة السلام عندهم وهي مد اللسان، واحذر إذا مد أحدهم لسانه نحوك ألا تمد لسانك نحوه، لأن عدم مد لسانك يعني أنك لا ترد تحيته، وهذا فيه تقليل من الاحترام وعدم الترحيب بالمقابل، لكن أرجو ألا تبدأ بالتدرب على مد اللسان من الآن، حاول أن تتدرب في الليلة التي تسبق السفر فقط، وألا يراك أحد، خصوصًا أبناؤك فهم يرون أنك بطلهم العاقل والحكيم. إذا قررت السفر إلى الفلبين فأرجو أن تقرأ أين تعيش القبائل التي يُسَلم أفرادها على بعضهم برفع الرجل إلى أعلى، أرجوك لا تذهب إليهم إن لم يكن جسمك مرنًا وقادرًا على رفع رجعلك للأعلى عدة ثوان، وإذا ما قررت الذهاب هناك فأرجو منك التدرب جيدًا لأن عدم رفع الرجل إلى الأعلى لعدة ثوان يعني أنك لا تحترم المقابل احترامًا كافيًا، ولأن الكثير من المشاكل وقعت هناك لأن أحدهم رفع رجله إلى الأعلى مدة ثانية واحدة فقط كتعبير لعدم احترامه للآخر. في الصين إذا ما شاء النصيب الزواج من قبيلة (مياد) فاحذر أن تدفع المهر قبل التأكد من تشابه عيون الدجاجة، فالعادة هناك أنهم يطبخون دجاجة وينظرون إلى عيونها بعد الطبخ، فإن بقيتا متشابهتين في اللون فهذا يعني أن الزواج سيكون ناجحًا وتتم مراسم الزواج، ويقومون بإلغاء الزواج إذا اختلفت ألوانهما، لذا قل لهم المهر بعد طبخ الدجاجة.. سفرة سعيدة.
