|


عدنان جستنية
غصبا عنهم الدوري اتحادي
2023-06-03
غصبًا عن 14 سنة وكل الظروف القاهرة والتحديات الصعبة التي واجهها عميد الأندية السعودية نادي الاتحاد، إلا أنه بتوفيق من الله جلت قدرته ثم بعزيمة وهمة رجاله وجمهوره العظيم استطاع حصد أهم وأغلى وأفضل بطولة دوري حققها عبر تاريخه المجيد.
ـ غصبًا عن كل من نسوا التاريخ أو خانتهم ذاكرتهم أن الاتحاد الذي شارف عمره قرنًا من الزمان ولادته كانت من رحم المعاناة، وولادة بطولاته تجلت فيها هامة بطل وهيبة نمر لم يستسلم يومًا لليأس أبدًا، ولم يضعف أبدًا، إنما بقي قويًّا صامدًا شامخًا لا تهزه عواصف تقلبات الزمن وتحولات المواقف ممن أحسن الظن والوفاء فيهم، متجاوزًا بكبريائه المعروف وشعبيته الجارفة وعراقة كل من أساؤوا له حتى من ظلموه وتنكروا له تجاهلهم، وهو الذي كان أعوامًا “نصيرًا” داعمًا لهم جحدوا أفضاله عليهم تركهم للزمن كفيلًا بمحاسبتهم والاقتصاص منهم، ليقول كلمته العادلة المنصفة في يوم تاريخي مميز لم يتأخر كثيرًا جاء على “الوعد” حاملًا “الفرح” لمن يستحق الفرح مستقبلًا بطلًا “استثنائيًّا”، مقدمًا بطولة العمر التي تعادل في قيمتها وتوقيتها عن 14 بطولة دوري.
ـ هذا هو الاتحاد رغمًا عن أنف من توقعوا سقوطه وهبوطه عاد بطلًا لدوري الكبار في نفس العام الذي عاد ناديهم ببطولة اعتبروها “عار وذل” لهم ولناديهم، ليقول التاريخ هنا كلمته الفاصلة الاتحاد الكبير في القمة، وسيبقى في قمم الكبار مدون في سجلاته اسم “المنقذ” لؤي ناظر ليدخل من أوسع أبوابه، فما تحقق اليوم ما كان ليتحقق لولا فكر داهية لمسناه عبر التعاقد مع “جروهي” الحارس الأسطوري، ولا يجب أن ننسى إدارة نواف المقيرن باستقطاب نجم كبير مثل رومارينيو العقرب.
ـ مسيرة الإنقاذ والتحدي والإنجاز أكملها الرئيس المثالي أنمار الحائلي ونائبه الملهم أحمد كعكي، الذي كان للزمن معهما قصة “وعد” كمكافأة يستحقونها بالمحافظة على مكتسبات إدارتين سابقتين ونجاح تحقق بعد جهد جبار شارك فيه أعضاء مجلس “محترمين”، والمدرب الكبير نونو سانتو ولاعبين أبطال ومدير الكرة مشاري خان، وجهود إدارة كرة سابقة بقيادة حامد البلوي ومشعل السعيد، وجمهور عظيم لا مثيل له، فكان ختامها مسكًا أسطوريًّا وخياليًّا بتتويجه بطلًا لدوري روشن بجدارة واستحقاق، وقبلها بطولة السوبر السعودي وتأهله للآسيوية للمرة الرابعة ولبطولة كأس العالم للأندية للمرة الثانية، ليحظى نادي الاتحاد بشرف تمثيل الكرة السعودية في هذا المحفل العالمي، الذي سيقام على أرض مملكتنا الغالية.