يفرض مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية حلّ مجالس إداراتها الحالية وفتح باب الترشّح لانتخاب أخرى، حسبما شرح لـ “الرياضية”، أمس، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة.
وقال الأمير عبدالعزيز: “سيتم حلّ مجالس إدارات الأندية وفتح باب الترشح لانتخاب آخرين، لأن ملكية النادي انتقلت بعدما تحوّل إلى شركة مستقلة، وهذا يتطلب تعيين مجلس إدارة لهذا الكيان الجديد”. وطبقًا للمشروع، ستتحول أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى شركات، تعود 75 في المئة من ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة، فيما ستملك الـ 25 في المئة المتبقية مؤسسات غير ربحية. وأوضح وزير الرياضة آلية التحول بالقول: “سيُفتح باب الترشح لرئاسة وعضوية مجلس إدارة المؤسسة غير الربحية، حسب نظام الشركات، وسيختار منها رئيس وعضو للشركة المالكة للنادي، فيما سيضيف صندوق الاستثمارات العامة 5 أعضاء آخرين لإكمال تشكيل مجلس الإدارة”. وحول ملف الديون، كشف عبد العزيز بن تركي عن “قطع شوط كبير مع الأندية التي لديها مشكلات مالية”، عبر إلزامها بإصدار موازنة سنوية، منوهًا بدور “استراتيجية الدعم” في تطبيق الحوكمة وتطوير العمل المالي والإداري لدى الأندية، وهو ما سينتقل بواسطة صندوق الاستثمارات “إلى مرحلة أخرى لما لدى الصندوق من خبرة”.
وفتح الوزير الباب أمام استقطاب المزيد من نخبة نجوم كرة القدم عالميًا، بصفته وسيلة لجذب المهتمين بالرياضة إلى السعودية ومضاعفة عدد السياح القادمين لزيارة البلاد.

الرياضة السعودية.. تحولات منذ التأسيس
بدأ النشاط الرياضي في السعودية منذ تأسيس الدولة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه -، وعلى مدار العقود التالية مرّ بالعديد من التحولات المهمة وصولًا إلى مرحلة الاستثمار والتخصيص التي وُضِع حجر أساسها أمس.

المرحلة الأولى “قبل التنظيمات”
انطلقت منذ توحيد السعودية واستقرار الوضعين الأمني والاقتصادي، وفيها بدأ الشباب يمارسون الأنشطة الترفيهية ومنها كرة القدم، وشهدت هذه المرحلة تأسيس العديد من الأندية الرياضية، مثل الحجاز والاتحاد والهلال البحري والوطني والأهلي.

المرحلة الثانية “التأسيس”
عرفت هذه المرحلة إشراف أجهزة حكومية على الرياضة، بدءًا من وزارة الداخلية، عبر “الإدارة العامة للتربية الرياضية والكشفية”، قبل أن تتحول لوزارة التعليم.

المرحلة الثالثة “الانطلاقة”
دخلت الرياضة حقبة مختلفة كليةً انطلاقًا من هذه المرحلة بتأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إذ بدأ تشييد المنشآت الرياضية والملاعب العملاقة وبناء الكوادر الوطنية وتحقيق الإنجازات الرياضية الكبيرة.

المرحلة الرابعة “الاحترافية”
هي المرحلة الأحدث للرياضة السعودية التي حظيت خلالها بدعم غير مسبوق من جانب القيادة، تكلل أمس بإطلاق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية.
وخلال تلك المراحل، تقلبت أيضًا روافد دعم الأندية، بعد اكتساب وجودها القانوني والرسمي عبر نيل الموافقات على تأسيسها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية.

الجلسة الحوارية.. وعود وأهداف
وعد ممثّلو 4 شركات، أمس، بإحداث نقلة نوعية لدى أندية القادسية والعلا والدرعية والصقور عبر جلسة حوارية تخللت مؤتمر إطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية.
وتحدَّث المسؤولون الأربعة خلال الجلسة التي حضرتها “الرياضية” عن أبرز العوامل التي دعتهم إلى الاستثمار في هذه الأندية، واصفين المجال الرياضي في السعودية بـ “المشجّع”.
وتناولت الجلسة التي جمعت كلًا من نبيل الجامع، النائب التنفيذي لرئيس الموارد البشرية والخدمات المساندة في “أرامكو”، وجيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، وعمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، وجان باترسون، رئيسة قطاع الرياضة في “نيوم”، أهداف الشركات الأربع من هذه الخطوة الاستثمارية.
وكشف ممثلو الشركات الأربعة عن تأنيهم قبل التقدم لهذه الخطوة، واستغراقهم وقتًا لدراسة جميع مقومات هذه الأندية من بنية تحتية وغيرها، معبرين عن رغبتهم في تدوين تاريخ جديد لها.

3 رؤساء ضمن الحضور
حضر رؤساء أندية الهلال والنصر والأهلي مؤتمر إطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، الذي انعقد أمس داخل الصالة المغطّاة في مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة “الجوهرة المشعّة”. وواكب المؤتمر حضور نوعي تضمَّن فهد بن نافل، ومسلّي آل معمر، ووليد معاذ، رؤساء الهلال والنصر والأهلي، إلى جانب عبد الوهاب عابد، الرئيس التنفيذي لنادي الاتحاد. ووفد إلى المؤتمر أيضًا الأمير فهد بن جلوي، نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وعبد العزيز العفالق، رئيس رابطة الدوري السعودي للمحترفين، وياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعدد من المسؤولين في الرياضة والشركات المعنية بالاستثمار.