دوّى صوت الزغاريد عاليًا داخل بهو فندق “إعمار المنار”، القريب من المسجد الحرام، بعدما وجدت الحاجّات المصريات القادمات بنظام القرعة استقبالًا، في انتظارهنّ، بالورد والبالونات الملوّنة بألوان علم بلدهن والهدايا وقوارير ماء زمزم.
يقع الفندق، المؤلّف من 13 طابقًا، في شارع إبراهيم الخليل، ويفصله أقل من كيلومتر واحد عن الحرم.
وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية، حطّ الرحالَ فيه 1230 ألفًا من حجاج القرعة القادمين من مصر، توزّعوا على ثلاثة أفواج.
وقال لـ “الرياضية” أحمد يحيى، مدير الفندق: “شكّلنا مجموعةً استقبلت ضيوف الرحمن وتألّفت من 30 شابًا وشابة، سعوديين ومصريين وسودانيين وفلبينيين.. قدّموا الهدايا المتنوعة.. وباقات الورد والعصائر والحلوى وقوارير ماء زمزم.. ووصل عدد الهدايا إلى 4 آلاف تقريبًا”.
وتحدّث يحيى عن استعداده وموظفيه، كلَّ عامٍ، لموسم الحج قبل شهرين من حلوله. وأوضح: “نركّز على تذليل كافة الصعوبات ومنح الحجاج شعورًا بالراحة والأُلفة، وخدمتنا لهم لا تتوقف على مدى 24 ساعة”.
وعند وصول كلٍ من الأفواج المصرية الثلاثة، عبّرت الحاجّات، حسبما رصدت “الرياضية”، عن سعادتهن وتأثّرهن بالاستقبال، وتفاعلن مع شباب الفندق، وأطلق العديد منهن الزغاريد والتكبيرات وأبياتًا من الإنشاد الديني عن الحج والحرمين الشريفين، فيما كانت أعلام مصر ترفرف في جنبات البهو.

15 ألف مظلّة وسجادة
وزّعت وكالة المسجد الحرام المساعِدة للشؤون الاجتماعية 12 ألف مظلّة و3 آلاف سجادة صلاة، أخيرًا، على زوار وقاصدي المسجد، ضمن حملة “خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا”، التي تدخل عامها الـ 11. وتتبع الوكالةُ الرئاسةَ العامةَ لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وأكد جنادي مدخلي، وكيل المسجد الحرام المساعد للشؤون الاجتماعية، استهداف الحملة توفير أفضل الخدمات للزوار والقاصدين، مضيفًا، في تصريحٍ، أنها تأتي ضمن حزمة المبادرات التي تقدمها الرئاسة لضيوف الرحمن.

63 ألفا.. مستفيدو «تبيان ودلالة»
يقدّم برنامج “تبيان ودلالة”، الذي أطلقته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أخيرًا، خدمات إرشادية ميدانية وتوعوية لضيوف الرحمن. واستفاد منه، منذ بدء موسم الحج الجاري، أكثر من 63 ألف مجموعة ووفد، حسبما صرّح أمس عبد الرحمن العبدلي، مدير إدارة شؤون المطوّفين في الرئاسة.
وتشرف نخبة من المطوّفين على خدمات البرنامج، بمشاركة مراقبي الإدارة.

خطط الداخلية.. جاهزية تامة
شدّد الفريق محمد بن عبد الله البسامي، مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية في الحج، على الجاهزية التامة لخطط وزارة الداخلية، الأمنية والمرورية والتنظيمية لموسم حج 1444هـ، لمواجهة كل ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام ومنع جميع الأعمال المؤثرة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي لقيادات قوات أمن الحج، الذي عقدته وزارة الداخلية، داخل مركز العمليات الأمنية الموحدة “911” في مكة المكرمة أمس، وتناولَ الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية.

تطوير محيط جبل الرحمة
أتمّت شركة “كِدانة” المرحلة الثانية من تطوير المنطقة المحيطة بجبل الرحمة، في مشعر عرفات، استعدادًا لموسم حج 1444هـ.
وشمِلَت المرحلة، التي غطت مساحة 200 ألف متر مربع، إنشاء سُلّم للإخلاء والطوارئ، وتجهيز 41 كشك بيع و40 جلسة مظلّلة، وتهيئة موقع للجهات الحكومية، وتوفير 31 موقف للحافلات و59 للسيارات و132 مشرب مياه.
و”كِدانة” هي المطوّر الرئيس للمشاعر المقدسة وحِماها والذراع التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

تركمان: حرمت نفسي الطعام
يقصد الملايين من الحجاج المشاعر المقدسة تاركين خلفهم أوطانهم وأهاليهم، وكل حاج أو حاجة منهم يحمل قصصًا خاصة وذكريات علِقت في أذهانهم عن الحج.. وضيفنا، في هذا الحوار، اليوم الحاج الأفغاني شمس الله تركمان.
01
متى قررت أن تحج إلى بيت الله؟
اتخذت القرار منذ نحو عامين، لكن تمنيت الحج من أكثر من 15 عامًا. كنت أشتاق إلى رؤية الكعبة وزيارة عرفة ومنى والمزدلفة، فرجوت الله أن يَمنّ عليّ بأداء مناسك الحج واستجاب الله لي.
02
كم المسافة التي قطعتها للوصول إلى مكة المكرمة؟
أنا أعمل منذ 18 شهرًا في إحدى الشركات في الرياض. وجئت منها إلى مكة المكرمة بالطائرة، في زمن لم يتجاوز ساعة ونصف الساعة.
03
كم أمضيت من وقت لادّخار مصاريف الحج؟
كنت أدّخر 1000 ريال من راتبي كل شهر أخصّصه لمصاريف الحج. ولما اقترب الحج منعت نفسي من كل ما أحبه حتى أوفّر كل ريال يساعدني على أداء الفريضة، فكنت أحرم نفسي من شراء الملابس الجديدة وأنواع كثيرة من الطعام.
04
هل سبق لك الحج قبل هذه المرة.. ومتى؟
لا، هذه هي المرة الأولى.
05
رسالة ترغب في إيصالها من المشاعر المقدسة.. لمن توجهها وماذا تقول له؟
أوجّه رسالتي إلى أمي المريضة، وأقول لها كنت أتمنى أن أصطحبك لأداء فريضة الحج لكن مرضك حال دون ذلك، وسأدعو الله من عرفات أن يشفيك ويمنع عنك كل ألم.