الراضي يتجاوز مأزق كورونا ويحول المنزل إلى وجهة تراثية
بيت الجبير.. 96 عاما أمام الزائرين
ينتظر خالد الراضي، ابن المجمعة المولع بالبيوت القديمة، زيارتين من جهتين معنيّتين بالسياحة والتراث لمنزل محمد بن عثمان الجبير، أحد وجهاء المحافظة الراحلين، تمهيدًا لاعتماده موقعًا سيّاحيًا ونموذجًا رسميًّا للعمارة النجدية.
يتربّع البيت على مساحة نحو 600 متر، في قلب البلدة القديمة، التي تُعدّ نواة المدينة. وعند أحد الأبواب، تشير لافتةٌ إلى بنائه عام 1350هـ، أي قبل 96 عامًا.
وأوضح لـ “الرياضية” الراضي الذي استأجر المنزل بدءًا من العام الماضي “هنا عاشت العديد من الشخصيات المعروفة والشهيرة، من أبناء عائلة الجبير، ومنهم الوزير عادل الجبير الذي زار المكان بنفسه في ثالث أيام عيد الفطر الماضي وأبدى إعجابه بما شاهد وسردَ لنا بعض الذكريات عن عيشِه هُنا حتى بلَغ من العُمر ستة أعوام”.
وكانت وسائل الإعلام السعودية نشرت، أواخر أبريل الماضي، خبرًا مرفقًا بصورٍ ومقاطع فيديو عن زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية للمنطقة التاريخية في المجمعة وبيت جدِّه محمد بن عثمان.
ويسرِد الراضي تاريخ المكان، كما عرِفَه، قائلًا “سكنَه الراحل محمد بن عثمان الجبير، رحِمه الله، وعديدٌ من أفراد عائلته حتى منتصف ثمانينيات القرن الهجري الماضي، قبل الانتقال إلى الرياض بحكم مناصبهم وأعمالهم، وسكنتهُ بعدهم لفترةٍ قصيرةٍ مجموعةٌ من العائلات المعروفة في المحافظة، ثم خلى البيت من السكان منذ بداية التسعينيات الهجرية”.
وعلاوةً على ثماني غرفٍ موزّعةٍ بالتساوي على طابقيه، يشتمل البيت على مجلس ومقلّط وساحتين، داخلية وخارجية، وبئر للماء.
ويُكمِل الراضي الذي يعمل مُعلِّمًا “لحُسن حظي، زرت هذا المنزل قبل نحو خمسة أعوام، وطرأت في بالي فكرة إعادة تأهيله وفتحه للزائرين ومحبّي التاريخ”.
وبعدما اختمرت الفكرة في رأسه، بدأ الرجل الخمسيني محاولات تنفيذها على أرض الواقع، وتواصَل مع أحد أبناء أسرة الجبير.
وقال عن ذلك “حدث تواصلٌ قبل جائحة كورونا، ثم توقفت الأمور في ظلّ الجائحة، لكني تمسكت بالفكرة وعاودت الكَرّة، حتى توصلنا إلى اتفاقٍ في سبتمبر من العام الماضي، ووقعتُ عقدًا طويل الأمد لاستئجار البيت، وبدأتُ بعدها بفترة قصيرة أعمال إعادة التأهيل التي استغرقت نحو شهرين”.
وفقًا له، شمِلَت إعادةُ التأهيل، التي اكتملت خلال فبراير الماضي، إزالةَ السقف وتشييده مجدّدًا، ورَفعُ التربة المملّحة ووضع أخرى جديدة، وأعمالٌ أخرى.
بعدها، بدأ الراضي استقبال الزائرين، جنبًا إلى جنب مع مواصلة التأثيث من الداخل.
وأبان قائلًا “تلقيتُ أخيرًا اتصالين من جهتين، هما وزارة السياحة وهيئة التراث، ووعدتا بزيارة المكان قريبًا، من أجل اعتماده ضمن المسارات السياحية وتوثيقه بوصفه أحد نماذج العمارة النجدية، وأنا في انتظارهما”، لافتًا إلى ولعه منذ زمن بعيد بكل ما هو تراثي، خاصةً البيوت النجدية.