|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-07-07
ـ كنت أتمنى لو أن أحدهم أضاف شيئًا على المثل (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك). تمنيت لو أنه أضاف بأن استغلال الوقت في العمل لا يكفي، إن لم يرافقه عقل يعرف كيف يفكر، وكيف ينفذ، وبمن يستفيد. فالرسام مثلًا قد يكون مبدعًا، لكنه لا يعرف كيف يبيع لوحاته بالصورة الصحيحة والمنصفة، هنا يكون الوقت الذي استثمره في رسم لوحاته أشبه بالمهدور. يخطئ الكثير من الموهوبين عندما يجمعون عدة تخصصات في وقت واحد، فيصبحون هم المسوقين لموهبتهم في وقت يفتقدون فيه لموهبة التسويق، ويصبحون إداريين في الوقت الذي لا شأن لهم في الإدارة. الحل أن يُعطى الخبز لخبازه. استعينوا بالموهوبين في تقديم مواهبكم.
ـ بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق تطبيق (ثريدز) أعلنت إدارة تويتر بأنها ستقاضي مارك زوكنبيرج لأنه نَسَخ تويتر بمساعدة موظفين سابقين في تويتر. بالأمس قرأت أن إدارة تويتر توجهت للقضاء، وأعتقد بأنه سيحكم بتعويض مالي لصالح تويتر. مارك زوكنبيرج سبق ودفع تعويضًا ماليًا لأخوين كانا أصحاب فكرة الفيسبوك عندما كلفاه بالعمل على تنفيذها كمبرمج لتكون خاصة لطلاب جامعتهم. لكنه طار بالفكرة وقدمها للعالم باسم فيسبوك، وعندما حكم القضاء أن يدفع زوكنبيرج للأخوين تعويضًا يبلغ 40 مليون دولار كان المبلغ بالنسبة له بسيطًا، لأن الفيسبوك كان يدر عليه المال السهل بشكل خيالي. هذه المرة ستأخذ القضية وقتًا أطول، ومع أن الموظفين السابقين في تويتر هم من نفذوا تطبيق ثريدز، حسب كلام تويتر، إلا أنهم كانوا مفصولين من تويتر، وهذا يعيد السؤال المتكرر في عالم الشركات: كيف تطردني من العمل، ثم ترفض أن أعمل عند منافسك؟
ـ الأصدقاء حظ، لكنه الحظ الوحيد، الذي تستطيع أن تختاره بنفسك، والفارق بين من يحظى بأصدقاء جيدين وبين أصدقاء سيئين، يعود لكفاءة العقل ومستواه في التفريق بين الصديق المفيد وبين الصديق المُضر. بعض الأصدقاء مدرسة، تتعلم منهم ما لن تتعلمه لو لم تلتق بهم، يغيرونك للأفضل بطريقة غير مباشرة، تتأثر بجمالهم فتتبعه. آخر ما قرأته عن الصداقة ما كتبه عبد الله النعيمي عن صديقه الذي يحب الحياة (لي صديق مصري الجنسية، وظيفته بسيطة للغاية، لكنه مع ذلك يعيش مع أسرته الصغيرة حياة أرستقراطية.. لا أقصد طبعًا أنه يسكن سرايا أو يملك آلاف الفدادين، ولا أقصد أيضًا أنه يتنقل بعربة ذهبية تجرها الخيول.. لكنه مع ذلك يعيش حياة أرستقراطية.. لكن كيف؟ كلمة السر في حياته الأناقة، ملابسه أنيقة وجودتها مناسبة، بيته أنيق ومُصان بشكلٍ جيد.. أمام المدخل خمسة أحواض من الورد، يحرص على العناية بها باستمرار.. أسلوبه في الحديث أنيق، ولا ينطق إلا بالجميل واللطيف من الكلام.. يحرص على مبادرة الآخرين بالتحية، دون وقوف طويل.. عطوره خفيفة، تأخذ القلب دون أن تعكر المزاج.. يمارس الرياضة بانتظام، رغم تجاوزه الستين.. حتى طريقته في الأكل أنيقة، ومرتبة.. يحب الفنون الجميلة، ويحرص على متابعتها باستمرار.. أهلاوي بلا تعصب، عربي حتى النخاع.. يقدم كلمة الخير، ويكره أن يخوض في الفتن بين الشعوب.. من هذا الصديق تعلمت الكثير، وما زلت أتعلم.. وأهم درس تعلمته أن الرُقي يرتبط بالفكر، ولا علاقة له أبدًا بالمال).