ـ لا تحتاج إلى أكثر من الإنفلونزا لكي تعيد حساباتك في الحياة، والإنفلونزا تحديدًا معلم مؤدب، فلا غرور وأنت ترتجف من برودة جسمك، ولا تقليل من حجم النعم، لأنك حينها تعرف أن نعمة الصحة وحدها لا تعادلها أغلى كنوز الدنيا.
لكن الإنسان ينسى، وبمجرد أن يتشافى يبدأ بنسيان الإنفلونزا والسلامة التي كان يرجوها، ويبدأ غروره بالتصاعد، ويُكثر نسيان النعم. يروي لي أحد الأصدقاء عن طريقة تفكيره أثناء مرضه الذي أقعده شهرًا كاملًا في المستشفى، يقول بأنه كان يدعو الله أن يشفيه، وصار ينظر لجمال الحياة خارج المستشفى كما لم ينظر من قبل، وأنه لا يريد من الدنيا إلا الصحة حتى لو كان حافيًا لا يملك المال لشراء حذاء. ثم بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء والمال، كان في إحدى الليالي يقود سيارته، وكان يشعر بالملل، ثم وجد نفسه يتفوه قائلًا: الدنيا مملة ولا تسوى!.
ـ حاليًا أعاني من الإنفلونزا التي زارتني منذ الأمس، وسبحان الله كيف تغيرت جميع أفكاري، فبمجرد شعوري بالبرودة وبالتعب صرت لا أفكر إلا بالشفاء، ولست مهتمًا بكل ما كنت مهتمًا به قبل الإنفلونزا، لأن كل شيء يبدو غير مهم وغير ضروري أمام الشعور بالراحة والتخلص من ضعف الجسد وآلامه. آمل هذه المرة أن أكون تلميذًا جيدًا، وألا أنسى وأنا بصحتي الجيدة كل النعم التي من حولي، لأن الدنيا (تسوى) يكفي أنها تعطيك الفرص لتساعد وتجبر الخواطر.
ـ هل تتذكرون (كورونا)؟ لقد نسيناها بصورة سريعة، للدرجة التي لم نعد نردد اسمها ولو لمرة واحدة في الأسبوع، بينما كنا نردده عشرات المرات في اليوم الواحد أثناء الجائحة. حتى في المواقع الإخبارية لن تجد لها أي ذكر. اليوم تذكرتها بعد أن خف تأثير الإنفلونزا، تذكرت أنني أثناء الجائحة عاهدت نفسي على أن أعيش حياة أفضل إذا نجوت، ألا أقلق على مستقبل، وألا أغفل عن حاضر، أن أكون واعيًا لكل النعم والجمال من حولي، وأن أكون شجاعًا وأنفذ أفكاري المشروعة، كانت فترة كورونا كافية للمراجعات والتأملات واتخاذ القرارات. ثم ماذا؟ غادرت كورونا وعدت إلى ما كنت عليه! الشيء الوحيد الذي تمسكت فيه مدة أطول هو الاتصال دائمًا بالأصدقاء خصوصًا القدامى والاطمئنان على أحوالهم، ثم تحول الاتصال إلى رسائل مكتوبة، ثم اختصرته على الأعياد بحجة مشاغل الحياة.
ـ أشعر الآن بتحسن كبير، الإنفلونزا تلملم بقاياها لتغادر، أعطتني درسًا واضحًا، وأنا بين (خيارين) أن أعيش واعيًا لكل النعم من حولي وعلى رأسها الصحة والأمان، فأعيش شاكرًا سعيدًا، أو أن أبحر في غاية برفقة النسيان.
لكن الإنسان ينسى، وبمجرد أن يتشافى يبدأ بنسيان الإنفلونزا والسلامة التي كان يرجوها، ويبدأ غروره بالتصاعد، ويُكثر نسيان النعم. يروي لي أحد الأصدقاء عن طريقة تفكيره أثناء مرضه الذي أقعده شهرًا كاملًا في المستشفى، يقول بأنه كان يدعو الله أن يشفيه، وصار ينظر لجمال الحياة خارج المستشفى كما لم ينظر من قبل، وأنه لا يريد من الدنيا إلا الصحة حتى لو كان حافيًا لا يملك المال لشراء حذاء. ثم بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء والمال، كان في إحدى الليالي يقود سيارته، وكان يشعر بالملل، ثم وجد نفسه يتفوه قائلًا: الدنيا مملة ولا تسوى!.
ـ حاليًا أعاني من الإنفلونزا التي زارتني منذ الأمس، وسبحان الله كيف تغيرت جميع أفكاري، فبمجرد شعوري بالبرودة وبالتعب صرت لا أفكر إلا بالشفاء، ولست مهتمًا بكل ما كنت مهتمًا به قبل الإنفلونزا، لأن كل شيء يبدو غير مهم وغير ضروري أمام الشعور بالراحة والتخلص من ضعف الجسد وآلامه. آمل هذه المرة أن أكون تلميذًا جيدًا، وألا أنسى وأنا بصحتي الجيدة كل النعم التي من حولي، لأن الدنيا (تسوى) يكفي أنها تعطيك الفرص لتساعد وتجبر الخواطر.
ـ هل تتذكرون (كورونا)؟ لقد نسيناها بصورة سريعة، للدرجة التي لم نعد نردد اسمها ولو لمرة واحدة في الأسبوع، بينما كنا نردده عشرات المرات في اليوم الواحد أثناء الجائحة. حتى في المواقع الإخبارية لن تجد لها أي ذكر. اليوم تذكرتها بعد أن خف تأثير الإنفلونزا، تذكرت أنني أثناء الجائحة عاهدت نفسي على أن أعيش حياة أفضل إذا نجوت، ألا أقلق على مستقبل، وألا أغفل عن حاضر، أن أكون واعيًا لكل النعم والجمال من حولي، وأن أكون شجاعًا وأنفذ أفكاري المشروعة، كانت فترة كورونا كافية للمراجعات والتأملات واتخاذ القرارات. ثم ماذا؟ غادرت كورونا وعدت إلى ما كنت عليه! الشيء الوحيد الذي تمسكت فيه مدة أطول هو الاتصال دائمًا بالأصدقاء خصوصًا القدامى والاطمئنان على أحوالهم، ثم تحول الاتصال إلى رسائل مكتوبة، ثم اختصرته على الأعياد بحجة مشاغل الحياة.
ـ أشعر الآن بتحسن كبير، الإنفلونزا تلملم بقاياها لتغادر، أعطتني درسًا واضحًا، وأنا بين (خيارين) أن أعيش واعيًا لكل النعم من حولي وعلى رأسها الصحة والأمان، فأعيش شاكرًا سعيدًا، أو أن أبحر في غاية برفقة النسيان.