|


محمد المسحل
الطريق صحيح.. ولكن!
2023-07-14
قفزات كبيرة يشهدها الوسط الرياضي السعودي فيما يخص تنمية الاستثمار فيه، وفي الخطط الموضوعة لإنشاء مرافق رياضية عديدة، منها ما هو جديد ومنها ما سيُرمّم. لا سيما وأن مؤسستنا الرياضية التزمت بتنظيم عدة مناسبات رياضية كبيرة وهامة على المستوى العالمي والقارّي، ومن الضروري أن الجاهزية على أتمها على الأقل من ناحية وجود البنى التحتية.
دخول صندوق الاستثمارات العامة بثقله المالي والمهني في تنمية الاقتصاد الرياضي السعودي، يعتبر خطوة استراتيجية هامة، ستجعل من هذا القطاع ذراعًا اقتصادية هامة جدًا، ليس على مستوى المملكة فقط، بل وليس على مستوى دول الخليج العربي وحسب، ولكن على جميع الدول العربية وبعض الدول الصديقة أيضًا. حيث إن صناعة الرياضة التي ظلّت حكرًا على دول الغرب، وبعض دول الشرق، لا بد وأن يكون لها نصيب كبير جدًا لدول الشرق الأوسط، وبقيادة السعودية. وهذه هي أهم الخطوات التي ستؤدي إلى ذلك بإذن الله.
ولكن، يتبقى لنا بعض الجوانب الأخرى الهامة جدًا، والتي يجب أن نعمل عليها بكل جدية، وهي كما يلي:
- صناعة الأبطال: النتائج الأخيرة للمنتخبات السعودية، ولجميع الألعاب المختلفة بشكل عام، وخصوصًا في البطولات الأخيرة، سواءً الخليجية أو العربية وغيرها، تؤكد على أن أمامنا طريق طويلة وشاقة لإتقان آلية صناعة النخب الرياضية التي من الممكن أولاً أن تتصدر المشهد الخليجي على الأقل، مرورًا بالآسيوي ووصولًا لمقارعة المستوى العالمي وتحقق لنا الإنجازات الرياضية المختلفة. هذا الملف يحتاج لمصارحةً وشفافية على جميع المستويات، لمعرفة مكمن الخلل، ومن ثم العمل على وضع خطة استراتيجية معلنة للجميع، مقرونة بالأهداف وأسماء المسؤولين عنها والميزانيات المرصودة لها، ليسير الجميع على خطة عمل متوازنة، ويعلم الجميع ما هو التوجه ومن المسؤول عنه وكيف وأين ومتى وبكم؟.
- الإرث الرياضي: الاستثمار في المجال الرياضي كبير جدًا، وهو بكل تأكيد مبني على خطة، عمل عليها جميع ذوي العلاقة في هذا الملف. يتبقى فقط هاجس مدى مستوى الإرث الرياضي الحسّي (المنشآت) والعلمي والمعنوي (العلم والمعرفة والخبرة). حيث إنه مهما كان حجم النجاح الاقتصادي من خلف هذه الاستثمارات، فإنها لن تكون ذات بُعد استراتيجي على المجتمع بلا ضمان ترك هذا الإرث، وبلا إيجاد خبراء سعوديين من ورائها، يضمنون استمرارية أي نجاح يتم تحقيقه.
بعد هذه المقالة، سآخذ قسطًا من الراحة، وأعود لكم بإذن الله على مشارف بداية الموسم الرياضي القادم.
وحتى ذلك اليوم، أستودعكم الله.