ـ معلق المباراة شريك رئيس في نجاحها أو (تعكيرها)، لا يمكن أن نشاهد مباراة ونستمتع بها بينما المعلق بعيد عن المستوى. أحببت التعليق الإنجليزي لأن المعلق لا يأكل الميكروفون بصراخه المفتعل، ولا يخرج بعيدًا عن مجريات اللعب، إنه حريص على وصول صوت تنقلات الكرة إلى الأذن، وإبقاء عين المشاهد على اللعب، وألا يكون هو حكاية المباراة.
لذا تستطيع أن تنام بجانب صديقك الذي يتابع معلقًا إنجليزيًا بينما لن تستطيع النوم إذا ما كان المعلق عربيًا، أو من معلقي أمريكا الجنوبية، لأنهما زملاء مدرسة واحدة في التعليق. يبقى لكل مدرسة محبوها، وهناك معلقون عر
ب يعتبرون من نجوم المباراة الحقيقيين، بل أصبحت أسماؤهم لا تقل شهرة عن نجوم اللعبة. في مصر أحب تعليق مدحت شلبي بسبب طرافته، وآخر طرائفه كانت أثناء تعليقه على مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة التي تألق فيها لاعب الأهلي حسين الشحات، فبعد أن سجل الشحات هدفه الثاني بتسديدة قوية علّق مدحت شلبي قائلًا: يا نهار أبيض.. يا نهار أبيض عليك.. دا انت مش شحات.. ده انته مليونير يا راجل.. شحات مين؟ دا احنا اللي شحاتين!
ـ أحد الأصدقاء ممن أحبهم يهوى النقد، لكنه لا يعرف منه سوى النقد السلبي، تمنيت يومًا أن أسمع مديحه في أي شخص فأعجزني عن نيل أمنيتي. لكنه هو نفسه من يغرد على تويتر بأجمل الأقوال عن ضرورة تفهّم الآخرين، وأكثر من يطالبون بعدم بخس الناس، وأن ننشر الكلمات الإيجابية، وأن نقول خيرًا أو نصمت! في آخر تغريدة كتب ما معناه: إن كان ذوقك لا يتطابق مع ذوقي فلا يعني أن ما أُفضله سيئًا، أنه لا يعجبك فقط، والعكس صحيح! اتصلت به لآخذ نصيبي من الضحك معه، فهو طريف جدًا ويعلم جيدًا بأنه على أرض الواقع نقيض ما يكتب، هذه المرة لم أكرر عليه حكاية تناقضاته لكني قلت له بأن سبب اتصالي لكي أشكر نصفه الافتراضي الذي على تويتر.
ـ بالأمس احتفلت عبر (الفيديو) بيوم ميلاد قريب لي، غنينا معًا الأغاني التي حفظناها في الثمانينات، وأعطيته نصيبًا أكبر في الغناء كون المناسبة تخصه هو، كنت أقرب للكورال، مارس هوايته في أداء الأغاني وكأنه يصوّر أغنية، كان مزيجًا من الأداء التلفزيوني لعبد الكريم عبد القادر وأبو بكر سالم. قطع أطفاله احتفالنا ثلاث مرات، في كل مرة كانوا يطلبون منه المال لشراء الحلوى من البقالة القريبة، كانوا كلما التهموا الحلوى يطلبون المال مجددًا وكان يعطيهم. ثم يكررون ذهابهم للبقالة، قلت له إن كان يعطي أطفاله المال كلما طلبوا فسأفتح محل ألعاب بجانب بيته. كان سعيدًا لبلوغه الثانية والخمسين، قال بأن أجمل ما يحصل عند التقدم في السن هو التخلص من بعض الأوهام، وأن أجمل حياة هي التي نعيشها مع الأطفال.
لذا تستطيع أن تنام بجانب صديقك الذي يتابع معلقًا إنجليزيًا بينما لن تستطيع النوم إذا ما كان المعلق عربيًا، أو من معلقي أمريكا الجنوبية، لأنهما زملاء مدرسة واحدة في التعليق. يبقى لكل مدرسة محبوها، وهناك معلقون عر
ب يعتبرون من نجوم المباراة الحقيقيين، بل أصبحت أسماؤهم لا تقل شهرة عن نجوم اللعبة. في مصر أحب تعليق مدحت شلبي بسبب طرافته، وآخر طرائفه كانت أثناء تعليقه على مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة التي تألق فيها لاعب الأهلي حسين الشحات، فبعد أن سجل الشحات هدفه الثاني بتسديدة قوية علّق مدحت شلبي قائلًا: يا نهار أبيض.. يا نهار أبيض عليك.. دا انت مش شحات.. ده انته مليونير يا راجل.. شحات مين؟ دا احنا اللي شحاتين!
ـ أحد الأصدقاء ممن أحبهم يهوى النقد، لكنه لا يعرف منه سوى النقد السلبي، تمنيت يومًا أن أسمع مديحه في أي شخص فأعجزني عن نيل أمنيتي. لكنه هو نفسه من يغرد على تويتر بأجمل الأقوال عن ضرورة تفهّم الآخرين، وأكثر من يطالبون بعدم بخس الناس، وأن ننشر الكلمات الإيجابية، وأن نقول خيرًا أو نصمت! في آخر تغريدة كتب ما معناه: إن كان ذوقك لا يتطابق مع ذوقي فلا يعني أن ما أُفضله سيئًا، أنه لا يعجبك فقط، والعكس صحيح! اتصلت به لآخذ نصيبي من الضحك معه، فهو طريف جدًا ويعلم جيدًا بأنه على أرض الواقع نقيض ما يكتب، هذه المرة لم أكرر عليه حكاية تناقضاته لكني قلت له بأن سبب اتصالي لكي أشكر نصفه الافتراضي الذي على تويتر.
ـ بالأمس احتفلت عبر (الفيديو) بيوم ميلاد قريب لي، غنينا معًا الأغاني التي حفظناها في الثمانينات، وأعطيته نصيبًا أكبر في الغناء كون المناسبة تخصه هو، كنت أقرب للكورال، مارس هوايته في أداء الأغاني وكأنه يصوّر أغنية، كان مزيجًا من الأداء التلفزيوني لعبد الكريم عبد القادر وأبو بكر سالم. قطع أطفاله احتفالنا ثلاث مرات، في كل مرة كانوا يطلبون منه المال لشراء الحلوى من البقالة القريبة، كانوا كلما التهموا الحلوى يطلبون المال مجددًا وكان يعطيهم. ثم يكررون ذهابهم للبقالة، قلت له إن كان يعطي أطفاله المال كلما طلبوا فسأفتح محل ألعاب بجانب بيته. كان سعيدًا لبلوغه الثانية والخمسين، قال بأن أجمل ما يحصل عند التقدم في السن هو التخلص من بعض الأوهام، وأن أجمل حياة هي التي نعيشها مع الأطفال.