|


صالح الطريقي
إعلام الاتحاد والمافيا
2023-07-19
كنت أعتقد أن تناول بعض إعلام الاتحاد اللاعقلاني لقضية “الاتحاد وحمد الله مع النصر” سببه تنافس الفريقين على الدوري، والتنافس ولَّد حربًا، وفي الحروب هناك مبدأ واحد فقط “أن يقتل العدو”، وفي الرياضة أن تكون ضد المنافس/العدو، وإن كان على حق، ولهذا شنَّ إعلام الاتحاد هجومًا على الشاهد “حمد”، ودافع عن إدارة الاتحاد، ولم ينقدها لتصحح مسارها.
اليوم اكتشفت أن تفسيري هذا خاطئ، وأن مهاجمتهم للشاهد لا دخل لها بالمنافسة ومبدأ الحرب. إذ عادوا لشن حرب جديدة على شاهد جديد ظهر بقضية الاتحاد وشراحيلي والشباب، (يزعم) أن إدارة الاتحاد فاوضت “شراحيلي” بالفترة المحمية.
فعرفت أن المشكلة لديهم سببها خلل فكري، كتب “جستنية” يقول: “إن ظاهرة الشهود ظاهرة خطيرة إن استخفت الجهات القضائية بها والقبول بمن يستعين بهم النادي كشاهد في قضية المفاوضة مع لاعب في غير الفترة الحرة بما يعني السماح للمستنفعين الذين لو استلموا حقوقهم المادية لما أدلوا بشهادتهم”.
هل من العدل أن تهاجم من يدافع عن حقوقه؟
العقلاني لا يفعل هذا، فيما الكاتب هاجمه، ودافع عن من لا يعطون الحقوق كما قال هو بمقاله: “لو استلموا حقوقهم المادية لما أدلوا بشهادتهم”.
كتب “البكيري” يقول: “بصفتك رئيسًا أو إداريًا أو لاعبًا، لا تسلم رقبتك لسمسار كرة قدم، لا تثق فيهم، معظمهم مرتزقة، وبعضهم غدارون”.
بمعنى: لا تسلم نفسك لشخص سيشهد ضدك وأنت تخالف القانون، بل ابحث عن رجل يخفي مخالفتك.
هذه الحرب اللاعقلانية ضد الشهود ذكرتني بمقولة “الوقاحة هي أن تنسى فعلك وتحاسبني على ردة فعلي”.
وهذا ما حدث من البعض، إذ حاسبوا ردة الفعل “الشاهد”، ودافعوا عن إدارة خالفت اللوائح في قضية “حمد الله”، وها هم يحاربون شاهدًا جديدًا دون أن يعرفوا هل فاوضت إدارة الاتحاد لاعبًا بالفترة المحمية؟
فإن فعلت إدارة الاتحاد هذا للمرة الثانية، فنادي الاتحاد يستحق إدارة أفضل لا تورطه كل مرة بقضية، خصوصًا بعض القضايا كوارثية، كقضية تزوير أوراق رسمية في بطولة “المملكة التأهيلية للبراعم”، حين أشرك لاعبًا، بعد أن تم تغيير جنسيته ورقم هويته وتاريخ ميلاده.
يستحق أيضًا ـ أي نادي الاتحاد ـ إعلامًا أفضل، يشن حربًا على ما يراه فسادًا، أو مخالفًا للقوانين، لا أن يحارب الشهود، كما كانت تفعل “المافيا” في أمريكا وإيطاليا مع الشهود، إذ كانت تصفيهم قبل أن يشهدوا ضد من خالف القوانين.