محرز اكتسب الجدية بعد وفاة الأب.. وحليمة أكملت مشوار الملاعب
فقد عائلي.. ضربة البداية
شكّلت الوفاة المفاجئة لأحمد محرز، عندما كان في الـ 54 من عمره، نقطةَ تحوّلٍ في حياة نجله رياض، الذي أصبح فيما بعد أحد أبرز نجوم كرة القدم على الصعيد الأوروبي.
عندما كان رياض مراهقًا في الـ 15 من عمره، أصابه الذهول بعدما تعرّض والدُه، خلال عام 2006، إلى نوبة قلبية قادت إلى الوفاة.
قبل ذلك بأعوام طويلة، كان أحمد لاعب كرة قدم في بلده الجزائر، كما لعِب في فرنسا، لكن في البلدين اقتصر حضورُه على فرقٍ مغمورة.
وعلى خطى الأب، المتحدّر من مدينة تلمسان الجزائرية، أحبّ الابن اللعبة ذاتها وبدأ ممارستَها، فظهرت شرارة موهبته الكروية. نتيجةً لذلك، اهتم أحمد بموهبة ولدِه الثاني، باذلًا الكثير قبل وفاته من أجل صقلِها.
وخلال لقاءاتٍ صحافية وإعلامية سابقة، تحدّث النجم رياض محرز، الذي وقّع أول عقدٍ احترافي بعد نحو ثلاثة أعوام من وفاة والده، عن تأثير الأخير عليه.
وقال في إحداها: “كان دائمًا ورائي، وكان يريدني أن أصبح لاعب كرة قدم، لقد حضر معي إلى كل مباراةٍ لدعمي”. وصرّح أيضًا: “كان أبي يعرف ما يقول، ربما كانت وفاته هي البداية.. لا أعرف ما إذا كنت قد بدأت بعدها أصبح أكثر جدية.. لكن بعد وفاته بدأت الأمور تسير بالنسبة لي”، مشيرًا بذلك إلى الانطلاق الفعلي لمسيرته لاعبًا بعد الوفاة. ومثلما تأثّر رياض محرز بأمنية والده حيالَه، فقد لعِبت والدته، حليمة، الجزائرية المغربية، دورًا في تحفيزه وشجّعته بقوّة على مواصلة لعب كرة القدم. ولم تكن هذه الأسرة غنية، لكنها في الوقت ذاته لم تكن فقيرة. وقال رياض عن والدته في حوار صحافي سابق: “كانت أمي تأتي إلى المنزل من العمل وتفعل كل شيء من أجل أن نأكل بشكل جيد”.
وبينما لم يبق الأب على قيد الحياة لمشاهدة حلمِه يتحقّق، تعيش الأم منذ 2009 وحتى الآن سلسلة نجاحات الابن على ملاعب كرة القدم. وتحرص حليمة، مثلما كان يفعل زوجها، على حضور بعض مباريات ابنها ودعمه. وحينما انتقل، صيف 2018، من فريق ليستر سيتي الإنجليزي إلى مانشستر سيتي ضمن الدوري ذاته، كانت جالسةً إلى جواره ووضعت رأسها على كتفه وهو يوقّع عقد الانضمام إلى أحد أقوى فرق الكرة على مستوى العالم، في مشهدٍ بدت فيه فخورةً بنجاحاته الكروية.
ضاحية النجوم.. مسقط رأس رياض
ينحدر النجم الجزائري رياض محرز من ضاحيةٍ باريسيةٍ خرّجت عديدًا من لاعبي كرة القدم المشهورين ذوي الأصول الإفريقية، هي سارسيل، الواقعة شمالي العاصمة الفرنسية.
وُلِد محرز في هذه البلدية الصغيرة قبل 32 عامًا وخمسة أشهر. قبل ذلك بنحو خمسة أشهر، وُلِد في المكان ذاته الفرنسي من أصول تونسية وسام بن يدر، هداف فريق موناكو الفرنسي. وفي طفولته، جمعت صداقاتٌ بين محرز وأطفالٍ أصبحوا فيما بعد لاعبي كرة قدم محترفين، على رأسهم بن يدر.
وخرج من الضاحية ذاتها الفرنسي ماتيس تيل، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، والفرنسي ديميتري فولكيه، مدافع فالنسيا الإسباني، ولاعبون آخرون.
وتبعُد سارسيل، التي يسكنها كثيرٌ من المهاجرين من أصولٍ عدّة، نحو 16 كيلو مترًا عن قلب العاصمة الفرنسية.
قهوة سيلفا.. المشروب المفضّل
يحظى النجم الجزائري رياض محرز بصداقاتٍ قويةٍ مع عددٍ من لاعبي فريق مانشستر سيتي الإنجليزي الأول لكرة القدم، وتجمعه بهم مواقف طريفة، ومن بين هؤلاء النجم البرتغالي بيرناردو سيلفا.
وكشف فيلم وثائقي عن السيتي، بُثّ صيف 2022، عن عادةٍ تجمع بين الثنائي قبل المباريات بساعة واحدة، وهي شرب القهوة. واعترف محرز، في الفيلم الذي حمل اسم “معًا.. أبطالٌ مُجدّدًا”، عن تهديده مازحًا زميلَه سيلفا بإلقائه داخل حمام ثلجي إذا لم يُحضِّر له القهوة، مشروبه المفضل، قبل المباريات.
وقال محرز: “إنه يحضّر لي قهوتي مثل طفل صغير، لأنه يخاف مني”. وخلال الوثائقي ذاته، قال النجم البرتغالي: “دائمًا قبل المباراة بساعة، أذهب وأحضّر القهوة لي ولرياض”.
دروجبا وريبيري.. حب المراهقة
أحبّ النجم الجزائري رياض محرز، أسطورة كرة القدم الإفريقية، الإيفواري ديديه دروجبا منذ أن كان صغيرًا. وبعدما احترف اللعبة، التقى مراتٍ عدّة مثلَه الأعلى، وفاز مِثلَهُ بالدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، ولقب أفضل لاعبٍ في إفريقيا.
وعَبر أكثرِ من لقاءٍ إعلامي، ردّ محرز على سؤاله عن مثله الأعلى بالإشارة سريعًا إلى دروجبا، الهداف المعتزل، الذي مثّل تشيلسي الإنجليزي وغلطة سراي التركي ومارسيليا الفرنسي وفرقًا أخرى. ويهوى محرز لاعبين آخرين، لكن للإيفواري مكانة خاصة في قلبه، كما يعشق أيضًا الفرنسي فرانك ريبيري، الجناح المعتزل ونجم بايرن ميونيخ الألماني سابقًا. وقال الجزائري عنهما: “لم أقابلهما أبدًا عندما كنت صغيرًا ومراهقًا”، موضحًا: “لكن التقيت بهما بعدما أصبحت لاعبًا محترفًا وكنت أقول لهما أنتما مثلي الأعلى، أخبرتهما بذلك وكانا يشعران بالسعادة من حديثي”.