|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-07-21
ـ الموهبة الأولى لا تكفي، فبالإضافة إليها تحتاج إلى موهبة ثانية اسمها الانضباط، لتحافظ لك على الأولى، فلا يمكن أن تستفيد من موهبتك إن لم تعرف كيف تديرها لتبقيها سليمة وفعالة.
في كرة القدم لا يكفي أن تكون أفضل لاعب في الملعب، ستحتاج بقدر موهبتك إلى القدرة على الانضباط التام، وهذا ما كان ينقص بعض المواهب الفذة التي عانت من قلة انضباطها وأثّر ذلك على مسيرتها. يقول جوزيه مورينيو إنه قادر على كتابة كتاب من 200 صفحة عن ماريو بالوتيلي، لن يكون في الكتاب أي دراما، بل سيكون كتابًا كوميديًا.
ثم روى هذه الحكاية: عندما كنت مدربًا لإنتر ميلان، وكانت مباراتنا ضد فريق كايزن في بطولة دوري أبطال أوروبا، كان المهاجمان ميليتو وأتو مصابين، ولم يكن لدي سوى ماريو بالوتيلي، في الدقيقة الثانية والأربعين من الشوط الأول حصل ماريو بالوتيلي على بطاقة صفراء، وفي الاستراحة بين الشوطين قضيت 14 دقيقة من الـ 15 دقيقة من زمن الاستراحة مع ماريو، قلت له عليك أن تهدأ، ليس لدي مهاجم غيرك، ولا أستطيع أن أستبدلك، لا تلمس أحدًا، العب مع الكرة.. عندما تفقد الكرة لا تبدي أية ردة فعل.. إذا أخطأ الحكم لا تبدي أية ردة فعل، أرجوك ماريو.. أرجوك.
في الدقيقة 46 حصل ماريو بالوتيلي على بطاقة حمراء!
ـ في كل ويك اند أحاول الالتقاء بأحد الأصدقاء، اعتمدت هذا القرار منذ أيام كورونا المخيفة، حينها شعرت بأنني ركضت طويلًا دون أن ألتفت جيدًا لجمال الحياة المتمثل في الأحبة والأصدقاء.
ومنذ زوال الجائحة وأنا أحاول تنفيذ قراري قدر استطاعتي.
موعدي القادم مع من أسميه بعبد الله الوسطي، اخترت له لقب (الوسطي) لسببين، الأول لأنه في بدايات تعارفنا كان يكرر علي القول: حاول أن تكون وسطيًا، والثاني لأنني اكتشفت مع الوقت أنه يمثل الوسطية بمعنى الكلمة، مصاريفه وسطية وهذا ما أبعده عن مرارة أن تكون (طفران).
حتى (كشخته) وسطية فلا هو الذي يبالغ في (التشخيص) ولا هو الذي يلفت النظر لسوء حالة ملابسه، ردات فعله وسطية، فلا هو الذي يغضب غضبًا يفضي للندم، ولا هو الذي يمرر الأمور وكأنه بلا وجود.
يعبر بوسطية عن أفراحه وأحزانه، حتى في الأشياء التي يعجب بها تكون اندفاعاته وسطية، وهذا ما أبقاه يقظًا، وأبعده عن الصدمات التي اعتادها الاندفاعيون.
المحصلة التي أستطيع قوله إن ما حصده من وسطيته هو إدامته للابتسامة على شفتيه أكثر مدة ممكنة. تعيش الوسطية.