ـ في هوليوود ما زال الآلاف من ممثلين وكتّاب سيناريو ومصورين مستمرين في احتجاجاتهم، لأن الشركات المنتجة قررت فعلًا الاستعانة بالذكاء الاصطناعي كبديل عنهم، وهذا يعني أن عالم صناعة السينما اختلف اختلافًا كاملًا.
اليوم تستطيع شركات صناعة الأفلام أن ترسم الشخصية التي تريدها، وتضع لها الصوت الذي تحدده، وتلبسها الملابس التي تختارها، ثم تحركها بطريقة تتطلبها المَشاهد، هكذا تكون شركات الأفلام قد حصلت على ممثل جديد لا يكلّف شيئًا! الاحتجاجات شارك فيها نجوم سينمائيون، مثل براين كرانستون وكريستين تشاستين. من كان سيصدق أن براين كرانسون سيخرج يومًا في حشد جماهيري ليقول (لن نسمح بإلغاء وظائفنا وإسنادها إلى الروبوتات)، ووجَّه كرانسون رسالة إلى رئيس (ديزني) بوب أيجر (لن نقبل أن تحرمنا حقنا في العمل وكسب العيش الكريم). التغيير الذي صنعه الذكاء الاصطناعي في عالم السينما يعني أن نجوم المستقبل سيكونون روبوتات، وبدلًا من الإعجاب بتوم هانكس سنكون معجبين بروبوت! لو حدث فعلًا فسيكون ذلك خسارة كبرى، ليس فقط لفقد العاملين في السينما وظائفهم، بل لأن شيئًا صنعه الإنسان أفقد إنسانًا آخر وظيفته بدلًا من إيجادها له.
ـ في العام 1975 قدَّم المخرج الكبير ستيفن سبيلبرج فيلمه الشهير (الفك المفترس). قصة الفيلم تدور حول سمكة قرش أبيض تثير الرعب في جزيرة صغيرة بعد أن تسببت بحوادث مباشرة لسكان الجزيرة. والفيلم يعتبر من أكثر أفلام الرعب نجاحًا في تاريخ السينما، وحقق إيرادات تاريخية وساهم في نجومية ستيفن سبيلبيرج. لكن هذا النجاح الكبير كان بداية المأساة لسمكة القرش، لأن الفيلم صنع في مخيلتنا أن القروش أسماك متوحشة، ما جعل ستيفن سبيلبرج يخرج قبل أيام ليقدم اعتذارًا متأخرًا، لأن الصيادين من بعد الفيلم أصبحوا يتعاملون مع القروش بوحشية، ولأن الفيلم نفسه جعل جميع المخرجين في أفلامهم يعتمدون فكرة أن القرش سمكة قاتلة. جامعة فلوريدا لديها بيانات سنوية عن الهجمات التي يتعرض لها البشر من القرش، وسجل العام الماضي 57 هجومًا كانت منها 5 هجمات قاتلة، وهو رقم أقل بمئات أو آلاف المرات التي تتسبب فيها حيوانات أخرى في موت البشر، لكن العيون موجهة للقرش، لأن فيلمًا واحدًا أظهرها بهذه الوحشية، بينما لم يُظهر فيلم آخر الحيوانات الأخرى كما شاهدنا القرش في فيلم (الفك المفترس). السينما أبعد بكثير عن مجرد حكايات أدبية أو قصص رومانسية، إنها توجيه للعقول والقلوب.
اليوم تستطيع شركات صناعة الأفلام أن ترسم الشخصية التي تريدها، وتضع لها الصوت الذي تحدده، وتلبسها الملابس التي تختارها، ثم تحركها بطريقة تتطلبها المَشاهد، هكذا تكون شركات الأفلام قد حصلت على ممثل جديد لا يكلّف شيئًا! الاحتجاجات شارك فيها نجوم سينمائيون، مثل براين كرانستون وكريستين تشاستين. من كان سيصدق أن براين كرانسون سيخرج يومًا في حشد جماهيري ليقول (لن نسمح بإلغاء وظائفنا وإسنادها إلى الروبوتات)، ووجَّه كرانسون رسالة إلى رئيس (ديزني) بوب أيجر (لن نقبل أن تحرمنا حقنا في العمل وكسب العيش الكريم). التغيير الذي صنعه الذكاء الاصطناعي في عالم السينما يعني أن نجوم المستقبل سيكونون روبوتات، وبدلًا من الإعجاب بتوم هانكس سنكون معجبين بروبوت! لو حدث فعلًا فسيكون ذلك خسارة كبرى، ليس فقط لفقد العاملين في السينما وظائفهم، بل لأن شيئًا صنعه الإنسان أفقد إنسانًا آخر وظيفته بدلًا من إيجادها له.
ـ في العام 1975 قدَّم المخرج الكبير ستيفن سبيلبرج فيلمه الشهير (الفك المفترس). قصة الفيلم تدور حول سمكة قرش أبيض تثير الرعب في جزيرة صغيرة بعد أن تسببت بحوادث مباشرة لسكان الجزيرة. والفيلم يعتبر من أكثر أفلام الرعب نجاحًا في تاريخ السينما، وحقق إيرادات تاريخية وساهم في نجومية ستيفن سبيلبيرج. لكن هذا النجاح الكبير كان بداية المأساة لسمكة القرش، لأن الفيلم صنع في مخيلتنا أن القروش أسماك متوحشة، ما جعل ستيفن سبيلبرج يخرج قبل أيام ليقدم اعتذارًا متأخرًا، لأن الصيادين من بعد الفيلم أصبحوا يتعاملون مع القروش بوحشية، ولأن الفيلم نفسه جعل جميع المخرجين في أفلامهم يعتمدون فكرة أن القرش سمكة قاتلة. جامعة فلوريدا لديها بيانات سنوية عن الهجمات التي يتعرض لها البشر من القرش، وسجل العام الماضي 57 هجومًا كانت منها 5 هجمات قاتلة، وهو رقم أقل بمئات أو آلاف المرات التي تتسبب فيها حيوانات أخرى في موت البشر، لكن العيون موجهة للقرش، لأن فيلمًا واحدًا أظهرها بهذه الوحشية، بينما لم يُظهر فيلم آخر الحيوانات الأخرى كما شاهدنا القرش في فيلم (الفك المفترس). السينما أبعد بكثير عن مجرد حكايات أدبية أو قصص رومانسية، إنها توجيه للعقول والقلوب.