سوق شعبية عمرها قرون.. تعمل صباح السبت.. وتبيع منتجات التراث
بالخوص والبخور.. بلجرشي تنتظر الجمهور
يَعرِض محمد البارقي، المتقاعد قبل 20 عامًا، عُصيّ المشاعيب، التي صنعها بنفسه، للبيعِ مطلَع أكل أسبوع.
وعلى بعد خطواتٍ، يقف صالح الغامدي وسط واحدٍ من متاجره المتخصصة في بيع المباخر والعطور والتحف والمنتجات التراثية.
هذا المتجر وذاك يقعان في السوق الشعبية القديمة، التي تمتد بطول 200 متر وسط مدينة بلجرشي، التابعة لمنطقة الباحة.
وتستضيف الباحة، على ملعب مدينة الملك سعود الرياضية، جزءًا من مباريات كأس الملك سلمان للأندية العربية. يتزامن ذلك مع ذروة الزيارات السنوية القادمة من خارج المنطقة من أجل قضاء إجازات الصيف وارتياد الوجهات السياحية والتراثية، ومنها السوق الشعبية القديمة في بلجرشي. ولا تعمل السوق، القائمة منذ أكثر من خمسة قرون كما يقول السكّان، إلا نحو ست ساعاتٍ طوال الأسبوع، من الـ 05:00 فجر السبت إلى الـ 11:00 قبل الظهيرة. وأغلب التجّار من كبار السن يتوزّعون بين المتاجر والبسطات، كما رصدت “الرياضية” في جولة ميدانية أمس الأول.
وبينما كان جالسًا وسط أشكال وأحجام متنوّعة من العصي الخشبية، قال لـ “الرياضية” محمد البارقي “تقاعدت من وظيفتي قبل عقدين من الزمان، منذ ذلك الحين أصنع وأبيع المشعاب”.
والمشعاب عصا خشبية تشبه العكّاز، تُستخدَم في حفلات العرضة، وأحيانًا ليتوكّأ عليها من يواجه صعوبةً في الحركة. وقديمًا، كان الرعاة يحمون بها أنفسهم من الذئاب، ويسوقون بها مواشيهم.
وإضافةً إلى المشاعيب، يعرض متجر البارقي السِبَح، ومنتجاتٍ مصنوعةٍ من الخوص، ومصابيحَ، ومفارشَ. ويبيع صالح الغامدي الخوصيّات أيضًا، لكن البضاعة الرئيسة في متاجرِه، داخل السوق ذاته، العطور والبخور. وتحدّث لـ “الرياضية” الغامدي، الذي يمتهن التجارة منذ 15 عامًا، عن جلبه العطور والمباخر وبعض التحف من نجران وجازان، وتعاونه مع سيّدات يصنعنها بأيديهن.
وتوفّر متاجره مجموعةً من العطور القديمة، يقول عنها: “كانت تُقدَّم هدايا للعرسان بوصفها رمزًا للفخامة والعطاء، وما زالت موجودة عندي”.
ويتمنّى الغامدي، المتابع لكرة القدم، وتجّارٌ آخرون، التقت بهم “الرياضية”، زيارة جمهور كأس الملك سلمان للأندية العربية السوق الشعبية على هامش حضور المباريات.
زاهر يغيّر الميول
حطّ المصري خالد زاهر، صانع المحتوى على “السوشال ميديا”، رحالَه، أخيرًا، في أبها، لحضور بعضٍ من فعاليات موسم عسير الترفيهي.
وعلى هامش إحدى هذه الفعاليات أمس الأول، قال لـ “الرياضية” زاهر، المُعلِّم المقيم في الرياض، إنه كان يتمنّى مشاركة الأهلي المصري، فريقه المفضّل، في البطولة.
لكنه التمس العذر للأهلاويين، قائلًا إنهم يعانون من ضغط روزنامة المباريات، ما دفعهم إلى الاعتذار عن عدم الحضور.
ومع غياب “الشياطين الحُمر”، أفصح زاهر عن تغييره ميوله الكروية مؤقتًا، مُقرّرًا تشجيع فريق الاتحاد السعودي خلال البطولة العربية.
رحلة الطائف تشغل الدويك
تفكّر هالة الدويك، الفلسطينية المقيمة، في قطع الإجازة والسفر إلى الطائف لحضور مباراةٍ أو أكثر للاتحاد السعودي، فريقها المفضّل. وقبل انطلاق كأس الملك سلمان للأندية العربية بأكثر من 3 أسابيع، وصلت هالة وزوجها والأبناء إلى أبها، قادمين من جدة، للتنزّه والتسوّق. وذكرت لـ “الرياضية” صاحبة الـ 48 عامًا أن السفر صيفًا إلى أبها عادةٌ سنويةٌ لأسرتها. لكنها تنتظر موافقة زوجها على فكرة التوجّه إلى الطائف لدعم الاتحاد.
وأضافت وهي تعاين معروضات متجرٍ في مهرجان أبها للتسوّق “متحمسة جدًا لمؤازرة الفريق، وأتمنى فوزه بالكأس”.
«الراشد» بديل «مول عسير»
تقصد مجموعاتٌ من جماهير مباريات كأس الملك سلمان للأندية العربية مجمع الراشد التجاري في مدينة أبها، نظرًا لإغلاق “مول عسير” أقرب المجمعات التجارية إلى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية. ويخضع “مول عسير”، الذي تفصِله نحو 5 دقائق بالسيارة عن الملعب، لأعمال تطوير. نتيجةً لذلك، تتجه الجماهير الراغبة في ارتياد “المولات”، بعد مشاهدة مواجهات البطولة، إلى “الراشد مول”، حسبما رصدت “الرياضية”. ويقع “الراشد مول” على طريق الملك فهد، بين أبها وخميس مشيط، ويحتاج راكب السيارة إلى أكثر من 15 دقيقة للتنقّل منه إلى الملعب أو العكس.