|


أحمد الحامد⁩
السياحة الأجمل
2023-08-02
نسبة السياح في المملكة ارتفعت بشكل واضح، والارتفاع هذا سيتضاعف في المدة القادمة بعد اكتمال بعض المشاريع السياحية الكبرى، لكن شيئًا مهمًا وحاسمًا سيلعب لصالح المملكة في أن تصبح من الأماكن المفضلة عالميًا، وهو الأمان العالي الذي يشعر به السياح كما لا يشعرون به في بعض العواصم الأوروبية الشهيرة.
وأتذكر في آخر مرة سافرت إلى عاصمة أوروبية شهيرة قال لي أحد الأصدقاء وأنا متجه للمطار: انتبه من الحرامية! تتميز السياحة السعودية بطبيعة المواطنين السعوديين، لأنهم يطبقون مع السائح ما يطبقونه مع ضيوفهم الذين يزورونهم في منازلهم، وهذا جعل الكثير من السياح الذين يزورون المملكة للمرة الأولى يعبرون عن دهشتهم من طيبة وكرم السعوديين ومستوى الأمان العالي الذي يشعر به السائح. وسبق وشاهدت مقاطع فيديو لأوروبيين وهم يصورون شوارع الرياض متحدثين عن الأمان الذي يشعرون به، وعن طيبة السعوديين معهم. في حكاية من حكايات كرم وترحيب السعوديين بضيوفهم هذه الحكاية التي غرد بها الكاتب والروائي إبراهيم المكرمي، والأستاذ إبراهيم يعمل في بعض الساعات سائق أوبر، وكتب هذه الحكاية الواقعية (جاءني طلب في أوبر وكان لعائلة إيطالية، رجل وزوجته تخطيا الخمسين من عمرهما، ووجهتهما إلى البجيري في الدرعية، عرفت من لغتهما بأنهما من إيطاليا، فقلت بإنجليزيتي المكسرة بأني أملك هديتين لهما. الأولى أني شغلت أغنية l’italiano لهما، وفجأة أطلقا صرخة مبهجة، مزيج من الفرح والذكريات والعراقة، ثم تشابكت أيديهما وبدآ برفعها عاليًا ومن ثم الغناء مع الأغنية. كان منظرًا مدهشًا ومضحكًا وغريبًا بالنسبة لي، وبعد 15 دقيقة أنزلتهما في المكان، وقدمت للعائلة الهدية الثانية وهي أني ربطت الشماغ على هيئة عصبة فوق رأس الرجل، وقلت له أرجوك لا تتحرك كثيرًا ريثما أنتهي من تثبيتها، شعرت بأن هذه الهدية هي إثبات من ثقافتنا بأنه ليس سائح بالنسبة لنا، إنما واحد منا، بينما ظل يطلق عبارات الشكر والامتنان. ثم دفعا حسابهما وغادرا.. بعد دقيقة وجدت مكافأة قد نزلت في حسابي في تطبيق أوبر منهم تعدت 100 ريال فوق تسعيرة مشوارهم. أنقذني هذا المبلغ من التزام). حكاية الأستاذ إبراهيم المكرمي واحدة من الحكايات التي تتكرر يوميًا، ومن يتابع السوشل ميديا سيجد الكثير مثلها من لسان السواح أنفسهم. السياحة في السعودية ترتفع، ومع انضمام العديد من نجوم الكرة العالمية للدوري السعودي سيرتفع عدد السواح الذين يأتون مدة يوم أو يومين لمشاهدة مباراة، وهذا ما يسمى بالسياحة الرياضية، لكننا على موعد قريب مع عشرات الملايين من السياح الجدد مع اكتمال مناطق سياحية لا مثيل لها. الحمد لله.