متحف الغامدي يحوي البنادق والخناجر والمخطوطات.. ويحفظ 3 آلاف قطعة تراثية
«الأخوين».. يختزل الزمن
تستقرّ أكثر من 3 آلاف قطعة، بينها بنادق عمرُها قرنان، ووثائقُ أقدم من ذلك، داخل أقسام متحف الأخوين، الذي أسّسه ويديره محمد مسفر الغامدي، الشغوف بالموروث الشعبي، بقرية الملد التراثية في مدينة الباحة.
وتزامنًا مع ذكرى مرور ثلاثة أعوامٍ على افتتاح المتحف، تستضيف الباحة جزءًا من منافسات كأس الملك سلمان للأندية العربية.
واستعدت وجهات التنزّه والسياحة في المدينة، خلال الأسابيع الماضية، لاستقبال الجمهور القادم لدعم فِرَقِه المفضّلة من مدرّجات ملعب مدينة الملك سعود الرياضية.
وعلى بُعد 15 دقيقة بالسيارة عن الملعب، يقع متحف الأخوين، الذي افتُتِح مطلع أغسطس 2020، وينضوي، كما قال لـ “الرياضية” مؤسِّسُه وصاحبُه، تحت مظلّة وزارة الثقافة.
وتحدَّث الغامدي، الذي فرَّغ نفسه للتراث بعد إتمامه دراسة المرحلة الثانوية، عن ولعِه بالتراث والقطع القديمة، منذ كان عمره 13 عامًا.
وأوضح صاحب الـ 36 عامًا: “قضيتُ نحو ثُلثَي عُمري أجمع القِطع وأتتبَّع الموروث الشعبي، بدأتُ بمحيطي العائلي ثم توسّعت، وشاركتُ في مهرجانات وفعاليات عديدة على مستوى السعودية”.
وأكمل: “قبلَ ثلاثة أعوام، افتتحتُ هذا المتحف، وأقضي فيه يوميًا نحو 15 ساعة، استقبل الزوّار وأقدّم لهم شرحًا عن المحتويات والأقسام، ولديّ مرشدون سياحيون وجلسات خارجية، كل شيء هنا قديم، ويعود إلى أزمنة الآباء والأجداد”.
وتجوّلت “الرياضية”، أمس، بين الأقسام البالغ عددها نحو 20، يتخصص أغلبُها في توثيق الحِرَف والحياة اليومية قديمًا.
وداخل قسم الأسلحة، تتجاور البنادق العتيقة مع السيوف والرماح والخناجر “الجنابي”. وأشار الغامدي بيده إلى ثلاث بنادق قائلًا: “هذه هي القطع الأقدم في القسم، إنها غير مؤرّخة، لكن عُمرها على الأرجح نحو 200 عام، وتسمّى المفتّل أو الفتيل، لأنها كانت تعمل بالبارود، أما البنادق المؤرخة لديّ فأقدمُها يحمل تاريخ 1853ميلادية، أي قبل 170 عامًا”.
ويحتفظ قسم آخر للمخطوطات بحُججٍ من المجتمع المحلّي، عُمر بعضِها أكثر من 300 عام. وقال الغامدي عنها: “بعض الحُجج يخص أراضٍ وممتلكات، وبعضها يَخص حلّ نزاعات أو معاقبة أشخاص سبّبوا مشكلات”.
وبعد المرور على أقسامٍ مثل “المطبخ”، و”المجلس”، و”الدكّان”، و”العملات”، امتدت الجولة إلى قسم “استوديو التصوير”، الذي يلتقط للزائر صورًا فوتوغرافية تذكارية بالأزياء القديمة، رجاليةً أو نسائية.
وعن أصل تسمية متحفه، شرح الغامدي قائلًا: “متحفي يقع داخل حصن في قرية الملد التراثية، المشيّدة بالحجارة، هذا الحصن وحصنٌ آخر ملاصق له يُطلَق عليهما الأخوين، من هنا جاء اسم المتحف”. وخارج الحصن الأول، نصَب صاحب المتحف مدفعين قديمين اشتراهما من خارج السعودية، واستحدث جلسات خارجية على أرضيات من النجيل الصناعي. وللدخول إلى المتحف، يقطع الزائر تذكرة بـ 20 ريالًا، تتيح له التجوّل بين الأقسام والبقاء فيها لعدد غير محدود من الساعات، من الـ 09:00 صباحًا وحتى منتصف الليل.
نبال شجرية.. ضالّة الصيادين
تكثُر الأسواق الشعبية في منطقة الباحة بمختلف محافظاتها، وتتشابهُ في بضاعتِها، التي تتنوّع بين الملابس المطرّزة، والعسل، ومصنوعات الخوص، والنباتات العطرية، فضلًا عن السمن البلدي، والحبوب، والبخور.
وخلال جولةٍ الأسبوع الجاري على أسواقٍ شعبيةٍ في المنطقة، رصدت “الرياضية” عرضَ تجّارٍ نِبالًا مصنوعةً يدويًا من جذوع الأشجار وخيوطٍ وجلودٍ.
ولدى سؤال أحدهم عن استخدامها، أشار إلى شراء بعض الزبائن لها من أجل صيد الطيور والحيوانات.
مساجد تاريخية
رُمِّمَ عددٌ من المساجد القديمة في منطقة الباحة، خلال الأعوام القليلة الماضية، ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتطوير المساجد التاريخية.
وشَمِل المشروع، الممتد إلى مختلف مناطق السعودية، مساجد الأطاولة والظفير، والملد، في الباحة، حيث جرى ترميم مبانيها وتأهيلها من الداخل والخارج. وكل مسجدٍ من الثلاثة يقعُ في قريةٍ يَحمِل اسمها.