يَأسِر مُجمّع الغابة العمودية السكني القادمين إلى مدينة ميلانو الإيطالية، بتصميمه الفريد وتغطية الأشجار له من كل جانب، حتى أصبح معلمًا يقصُده السياح لذاته وتروِّج به المدينة لنفسها.
وفي زيارةٍ أخيرةٍ إلى ميلانو، رصدت “الرياضية” انتشار ملصقات سياحية دعائية في أماكن عامة، منها ساحة الدومو الشهيرة، تحمل صور المجمّع الذي يبدو مثل رئةٍ خضراء وسط المدينة ويتألّف من برجين أحدهما أطول من الآخر.
وتقع “الغابة العمودية” على بُعد 2.5 كيلومتر من الدومو. ويقطع السائرون على الأقدام المسافة بينهما في نحو 20 دقيقة. وعند الوصول إلى المجمّع في حي بورتا نوفا الراقي، لا يصعد السيّاح إلى ناطحتي السحاب، لأن فيهما سكّان، وإنما يكتفون، كما لاحظت “الرياضية”، بالجلوس على مقاعد خشبية وسط مساحات خضراء في الخارج. ولا تكفّ الكاميرات الشخصية عن العمل من لحظة الوصول إلى المغادرة، لتوثيق شكل البرجين، اللذين حصل تصميمها على عددٍ من الجوائز المعمارية الدولية، مثل جائزة “هاي رايز”. ويبلغ طول البرج الأعلى 116 مترًا، مقارنةً بـ 84 مترًا للآخر. وتُغطّيهما من الجهات الأربع الأشجارُ والشجيرات، من 2000 نوعٍ، لكن يمكن رؤية المكوّن الخرساني بوضوح نظرًا لبروز شرُفات الشُقق.
وعلى مقربةٍ من “الغابة العمودية”، أو “بوسكو فيرتيكالي” باللغة الإيطالية، تقع مجموعة مطاعمٍ ومقاهٍ يقصدها كثيرٌ من السيّاح بعد الانتهاء من معاينة البرجين الفريدين. ويعود افتتاح المجمّع، الذي كلّف 40 مليون يورو، إلى أكتوبر 2014، بعدما استغرق تشييده نحو 5 أعوام، بالتعاون بين الإيطالي ستيفانو بويري، المصمم المعماري، وعلماء بستنة ونبات، من أجل تخفيف المناخ وزيادة التنوّع البيئي عبر التشجير الرأسي. وفي العالم التالي لافتتاحه، حصل على جائزة أفضل مبنى شاهق في العالم من مجلس المباني الشاهقة والموئل الحضري الواقع في مدينة شيكاغو الأمريكية.
وعلاوةً على جمالية الشكل الخارجي، يساعد الغطاء النباتي للمبنيين على خفض درجة الحرارة وتصفية أشعة الشمس وإنتاج الأوكسجين.