|


عيد الثقيل
دوري استثنائي رغم الانتقادات
2023-08-03
أسبوع واحد يفصلنا عن انطلاقة الموسم الاستثنائي للدوري السعودي طوال تاريخه، فهذه النسخة حقًا استثنائية، وهي التي تضم 18 ناديًا، و34 جولة، و306 مباريات لأول مرة، بالإضافة لبرنامج استقطاب نخبة اللاعبين، الذي أطلقته رابطة الدوري السعودي للمحترفين، واستطاع ضم حتى الآن العديد من النجوم العالميين، ومن أقوى الدوريات العالمية وعلى رأسها الدوري الإنجليزي، الذي تبضعت فيه الأندية السعودية، وفاجأت العالم باستقطاباتها المميزة منه.
لم تكتمل صفوف الأندية السعودية من ناحية تعاقداتها مع اللاعبين حتى الآن، ومن الواضح أنها ستبدأ المشوار في أول 3 جولات على الأقل دون اكتمال عقد المحترفين الأجانب، وهو أمر يواجه انتقادات جماهيرية من مختلف الأندية، وإن تباينت حسب عدد استقطاباتها وقربها من إغلاق هذا الملف، وبالتأكيد أن هذه الانتقادات ستكبر وتحتد مع انطلاق الدوري، وفي حال تعثر هذه الفرق غير المكتملة، وخاصة الجماهيرية منها، ولكن هل هذه الانتقادات والغضبة الجماهيرية، التي نشاهد بداياتها حاليًا، منطقية أم لا؟. حين ترى الصورة، بدون أن تتعمق في تفاصيلها، فستكون الإجابة بنعم، وقد يزيد البعض أن هذه الانتقادات أقل من الأزمة، التي ستعيشها الأندية، والدوري السعودي في بداياته، إلا أن من يرى الصورة بعين ثاقبة وخبيرة يجد هذا الأمر طبيعيًا مع الموسم الاستثنائي والمختلف في كل شيء، لا من استقطاباته ولا من حديث العالم عنه قبل أن يبدأ.
فالحراك السعودي، الذي لم يستغرق أعوامًا، وإنما بدأ قويًا ومنافسًا، لم يسبق له مثيل في خارطة كرة القدم، فكيف لدوري محلي أن ينتقل إلى دوري يجذب أنظار العالم، ويجبر خبراء كرة القدم للحديث عنه، سواء كانت هذه الأحاديث والآراء مؤيدة أم معارضة، كارهة أم منصفة، هذه الخطوة الجبارة لا بد أن يتحمل الجمهور المحلي تبعاتها، فإن كان يرى في اكتمال الصفوف من بداية مرحلة الإعداد للدوري أساس العمل الاحترافي هو الأمر الذي يطلبه كل متابع وعاشق لكرة القدم، إلا أنه في الحالة السعودية الحالية قد لا يكون صحيحًا، فمسألة إقناع اللاعبين بالمشروع السعودي، وتغيير وجهاتهم من الدوريات العالمية إلى الدوري السعودي، ليس عملًا عاديًا، وليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض، ويرى أن الأموال وحدها تكفي لذلك، والدليل بعض الصفقات العالمية التي تعثرت وتغيرت وجهتها عن السعودية إلى بلدان أخرى، والوقت الطويل جدًا الذي استغرقته كثير من مفاوضات اللاعبين حتى تم ذلك. لذلك لا بد أن نشيد بهذه الخطوات التاريخية، ونجد العذر لما يعتبره البعض نقصًا في العمل، فما تم حتى الآن عمل تاريخي لم يتكرر على مستوى العالم.