|


سليم بن صالح
بكائيات الصيف
2023-08-05
الذي يعتقد أن أنصار الفريق الآخر هو سيد البكاء والعويل والصياح، يكون فعليًا كالجمل الذي لا يرى سنامه كما يقول المثل الشائع.. هذا الصيف لم ينقضِ وكل جماهير ما يسمون مجازًا بالأربعة الكبار وإعلامهم معهم ملؤوا الدنيا صراخًا بلا صدى.. كلهم بلا استثناء تعاطوا مع الصفقات الممولة من الصندوق بكثير من التشكيك ومحاولات الضغط المعلبة.
عندما أعلن الهلاليون في غضون أسبوع واحد التعاقد مع ثلاثة أسماء كانت مطمعًا لكل أندية أوروبا، خرج النصراويون وقالوا الأقاويل وطرحوا أسئلة جوفاء عن أحقيتهم بالصفقات، فليس ذنبهم أن رونالدوا يرتدي قميصهم كما قالوا.. بعدها توالت صفقاتهم وكان آخرها وصول النجم الإفريقي الأسطوري ساديو ماني، ليمسك عشاق الأزرق المايك، ويصعدوا المنصة.. وخذلك يا لطم.. نحن الهلال.. نحن الذين شرفنا الكرة السعودية.. ونحن ونحن.. المشهد إياه يتكرر باختلاف تفاصيل صغيرة جدًا مع الأهلي والاتحاد.. لا شيء يتغير أبدًا أبدًا.
بعد هذا الذي أراه وأسمعه وأقرأه وصلت إلى قناعة راسخة، ولن تتغير.. الذين يدَّعون التعقل والرقي والوعي والفكر هم فعلًا كذلك حتى تصل الأمور إلى فريقهم المحبوب، وبعدها تختلط الأصوات وتبدأ حفلات ردح كل من ينأى بنفسه عن المشاركة فيها يمكن اعتباره رجلًا يعيش خارج العصر.. لقد كشف لي هذا الصيف البكاء المرير في عيون التماسيح، وعلمني هذا الصيف معنى جديدًا لحكاية في الصيف ضيّعت اللبن..!!