كان نابولي يصارع للبقاء في دوري الدرجة الأولى، وكانت نابولي تصارع ضعف الأعمال، مدينة فقيرة من مدن الجنوب الإيطالي، سكانها والمسؤولون النابوليون كانوا قد تعبوا من وضعهم الذي لا يتحسن.
لا في مركز الفريق ولا في أوضاع المدينة، ولا أتذكر تحديدًا اسم المسؤول النابولي الذي تجرأ وفكَّر في شراء عقد مارادونا كحل سحري للوضع الصعب، كانت فكرة عبقرية، فمارادونا وحده من يستطيع أن يصنع السعادة للنابوليين، ويرد على كل انتقاصات الشماليين لهم. لكن إحضار مارادونا لنابولي يتطلب 5 ملايين دولار، وهو رقم خيالي لا يملكه النادي ولا خزينة المدينة. كان جمع المبلغ يحتاج إلى فكرة عبقرية لا تقل ذكاءً من فكرة إحضار مارادونا لانتشال نابولي، وجاءت الفكرة التي طارت بمارادونا من برشلونة إلى نابولي: إذا أردنا إحضار مارادونا فليشترك الجميع في جمع المال، السكان والشركات والبلدية، كان حجم المبلغ حديث العالم، وكان ذاك الانتقال هو الأشهر. لم يكن النابوليين يراهنون، كانوا يعلمون بأن لا رهان على مارادونا، بل كانوا يلعبون على المضمون المؤكد: أحضروا مارادونا وتمتعوا بليالي الأفراح. قدوم مارادونا لم يغير بنتائج الفريق فقط، ولا في الحصول على البطولات التي احتكرتها فرق الشمال، بل غير في نابولي المدينة، قلب رتابتها إلى مواقع احتفالات، وحوَّل شوارعها البسيطة إلى مزارات سياح، وجعل اسم نابولي من الأكثر تداولًا في العالم. كان نجاح تجربة مارادونا في مدينة الجنوب تحولًا مهمًا في تاريخ كرة القدم، وكان البداية لتحول كرة القدم من لعبة إلى صناعة. لم ينتظر الإنجليز طويلًا في قراءة المشهد الإيطالي، وفي مطلع التسعينات بدأ الإنجليز في تحويل دوريهم إلى محط أنظار العالم عن طريق ضم نخبة اللاعبين في العالم، فدفعوا الأموال دون توقف، وحوَّلوا دوريهم المشهور بطريقة لعب الإنجليز المعتادة إلى مسرح لكل فنون الكرة العالمية، حتى أصبح الدوري الانجليزي الذي نعرفه. في المقابل كسب الإنجليز مقابل كل مبلغ دفعوه أضعافًا مضاعفة، صنعوا مئات الآلاف من فرص العمل، وأصبحت معظم مدنهم سياحية، ووصل النفع حتى إلى تلك الأكشاك والبقالات الصغيرة في أطراف المدن. عندما قرأت بعض التعليقات والكتابات الممتعضة من صحفيين ولاعبين إنجليز سابقين من الصفقات العالمية التي حصلت في الدوري السعودي لم أستغرب، ومع أن هذه الامتعاضات صدرت من قلة إلا أنها مبررة من دافع الخوف، فقد يخشى المنزعجون من هذه الصفقات أن يقتسم الدوري السعودي شيئًا من صناعة كرة القدم المدرة للمال، وهذا ما حصل، لأن الدوري السعودي فعلًا في الطريق لاقتطاع شيء من الكعكة، ومسألة وصوله لأن يكون ضمن أفضل 10 دوريات ممكنة جدًا للقدرة المالية طويلة الأمد، ولوجود جمهور يتنفس كرة القدم.
لا في مركز الفريق ولا في أوضاع المدينة، ولا أتذكر تحديدًا اسم المسؤول النابولي الذي تجرأ وفكَّر في شراء عقد مارادونا كحل سحري للوضع الصعب، كانت فكرة عبقرية، فمارادونا وحده من يستطيع أن يصنع السعادة للنابوليين، ويرد على كل انتقاصات الشماليين لهم. لكن إحضار مارادونا لنابولي يتطلب 5 ملايين دولار، وهو رقم خيالي لا يملكه النادي ولا خزينة المدينة. كان جمع المبلغ يحتاج إلى فكرة عبقرية لا تقل ذكاءً من فكرة إحضار مارادونا لانتشال نابولي، وجاءت الفكرة التي طارت بمارادونا من برشلونة إلى نابولي: إذا أردنا إحضار مارادونا فليشترك الجميع في جمع المال، السكان والشركات والبلدية، كان حجم المبلغ حديث العالم، وكان ذاك الانتقال هو الأشهر. لم يكن النابوليين يراهنون، كانوا يعلمون بأن لا رهان على مارادونا، بل كانوا يلعبون على المضمون المؤكد: أحضروا مارادونا وتمتعوا بليالي الأفراح. قدوم مارادونا لم يغير بنتائج الفريق فقط، ولا في الحصول على البطولات التي احتكرتها فرق الشمال، بل غير في نابولي المدينة، قلب رتابتها إلى مواقع احتفالات، وحوَّل شوارعها البسيطة إلى مزارات سياح، وجعل اسم نابولي من الأكثر تداولًا في العالم. كان نجاح تجربة مارادونا في مدينة الجنوب تحولًا مهمًا في تاريخ كرة القدم، وكان البداية لتحول كرة القدم من لعبة إلى صناعة. لم ينتظر الإنجليز طويلًا في قراءة المشهد الإيطالي، وفي مطلع التسعينات بدأ الإنجليز في تحويل دوريهم إلى محط أنظار العالم عن طريق ضم نخبة اللاعبين في العالم، فدفعوا الأموال دون توقف، وحوَّلوا دوريهم المشهور بطريقة لعب الإنجليز المعتادة إلى مسرح لكل فنون الكرة العالمية، حتى أصبح الدوري الانجليزي الذي نعرفه. في المقابل كسب الإنجليز مقابل كل مبلغ دفعوه أضعافًا مضاعفة، صنعوا مئات الآلاف من فرص العمل، وأصبحت معظم مدنهم سياحية، ووصل النفع حتى إلى تلك الأكشاك والبقالات الصغيرة في أطراف المدن. عندما قرأت بعض التعليقات والكتابات الممتعضة من صحفيين ولاعبين إنجليز سابقين من الصفقات العالمية التي حصلت في الدوري السعودي لم أستغرب، ومع أن هذه الامتعاضات صدرت من قلة إلا أنها مبررة من دافع الخوف، فقد يخشى المنزعجون من هذه الصفقات أن يقتسم الدوري السعودي شيئًا من صناعة كرة القدم المدرة للمال، وهذا ما حصل، لأن الدوري السعودي فعلًا في الطريق لاقتطاع شيء من الكعكة، ومسألة وصوله لأن يكون ضمن أفضل 10 دوريات ممكنة جدًا للقدرة المالية طويلة الأمد، ولوجود جمهور يتنفس كرة القدم.