|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-08-18
في الإذاعة اعتدت أن أكون كما أنا، ليست طريقة مبتكرة في التقديم، لكني لم أستطع إلا أن أكون كما أنا أمام الميكروفون. واعتدت أن أمزح مع المستمعين مثلما أمزح مع أصدقائي، ووجدت نفسي إذا ما أردت أن أقول معلومة عن أديسون أو هنري فورد أو الشاعر الشنفرة لا أقولها بشكل مباشر، أجد نفسي على الهواء راسمًا سيناريو قصيرًا.
في إحدى المرات أردت أن أذكر معلومة عن هنري فورد فقلتها على النحو التالي: بينما وأنا في المقهى وإذا بهنري فورد يقطع قراءتي قائلًا: آسف أحمد بس أبستشيرك وسامحني أقطع عليك قراءتك.. ترى صارلي ثلاثة أيام أدوّر عليك. أجبته: لا عادي قول لأنك شخص مجتهد. فقال: ما رأيك لو عملت أثناء صناعة السيارة على أن يختص كل عامل على تركيب قطعة واحدة فقط، هكذا ستمر السيارات على عشرات العاملين، كل يركب قطعته، وبهذا أختصر الوقت كثيرًا وأنتج سيارات أكثر. سألته: وين شفت هذي الطريقة؟ أجاب: في المسلخ.. شاهدت البقرة تمر على مجموعة من اللحامين وكل يقطع جزءًا منها، كانت تتوقف عند كل لحام ثم تكمل سيرها عبر سلسلة إلى لحام آخر، كانوا ينجزون تقطيعها بسرعة مذهلة. أجبته: فكرة جيدة.. توكل على الله.. بس عاد لا تنسانا بسيارة.. ترى أخوك هالأيام مخلصها أوبر وليموزينات! جميع المعلومات في الحوار معلومات صحيحة، ويعتبر هنري فورد أول من ابتكر هذه الطريقة التي اعتمدتها بقية الشركات، تسريع إنتاج السيارة وفر الوقت والجهد وخفض التكلفة، الأمر الذي جعل فورد يبيع السيارة بما لا يتجاوز 800 دولار، وهذا شجع الأمريكيين من الطبقة الوسطى على شراء السيارات التي كانت باهظة الثمن لا يشتريها إلا المقتدرون ماليًا. بعد تقديمي لهذه الفقرة وصلتني رسالة في البرنامج من أحد المستمعين: تبينا نصدق إنك تعرف هنري فورد.. والله ما أصدقك!
بالأمس علق أحد القراء على حساب صحيفة “الرياضية” في تويتر على مقطع من مقال لي، قال فيه إن الحديث عن السوشال ميديا حديث مكرر. أتفق مع القارئ بأن الكثير من الكتاب والمعلقين تحدثوا عما يدور في السوشال ميديا، لكن هذا لا يعني أن نوقف الكتابة على سلبيات وإيجابيات السوشال ميديا، خصوصًا وأنها فرضت نفسها كمصدر أولي للأخبار، وأنها اليوم ذات التأثير الأكبر اجتماعيًا، لقد وصل الأمر بقنوات تلفزيونية كبرى أن تعمد على خلق فقرات قصيرة تشبه الحكايات لكي تناسب السوشال ميديا، متجاوزة بذلك سياسة برامجها المعتادة التي تهتم بجمهور الشاشة التلفزيونية. بالنسبة لطرق المواضيع فالكل كتب عن شؤون الحياة ذاتها، لكن الكل كتب ويكتب بطريقته. أوافق أن توصف كتابتي عن السوشال ميديا بأنها الأسوأ على ألّا يطلب مني التوقف عن الكتابة عنها.
ثيت هانه: الناس يقولون أن المشي على الماء معجزة، بالنسبة لي المشي على الأرض بسلام هو المعجزة الحقيقية.