|


حاتم خيمي
حتى لا يشيب الشباب
2023-08-25
الشباب، هذا النادي الكبير، صاحب الصولات والجولات، والتاريخ الكبير، الذي قدم لنا لاعبين لا يمكن أن يتجاوزهم تاريخ كرة القدم السعودية، فأشهر لاعب سعودي عالميًا، وصاحب أحد أجمل أهداف المونديال عبر التاريخ، هو أحد مخرجات هذا النادي الكبير، وهو العالمي سعيد العويران، ولا يمكن أن أنسى أفضل رقم 6 في تاريخ كرة القدم السعودية، فؤاد أنور، وغيره من النجوم الكبار المهلل والرومي والرزقان والداود والسمار وسالم سرور، وقبلهم إبراهيم تحسين والصاروخ والمعجل والسويلم، وغيرهم.
هذا النادي الكبير، لا شك أنه في موقف صعب، ومنعطف تاريخي، قد يقوده إلى أن يكون من فرق المؤخرة، وبالتالي نفقد فريقًا عظيمًا، وهذا ليس في مصلحة الكرة السعودية. ولعل ذلك يقودني إلى أندية تاريخية، كالوحدة والاتفاق، وكيف أصبحا يترنحان في مراكز المؤخرة والهبوط إلى الدرجة الأدنى في مواسم كثيرة، خاصة الوحدة، ففقدنا فرقًا كبيرة تعتبر ممن أسس الحركة الرياضية في مملكتنا الحبيبة.
أقول ذلك لأني أرى المشهد نفسه يتكرر أمامي، وهذه المرة الشباب، الذي لم يتم الاهتمام به، والصراع الدائر اليوم بين أبنائه، ولعل ما يحدث بين البلطان والثنيان، وانقسام الجماهير، بغض النظر من المصيب ومن المخطئ، ولعلي أرى في الأمير الهادئ والرياضي المميز، الأمير عبد الرحمن بن تركي، رجلًا قادرًا على رأب هذا الصدع، الذي لا يحمد عقباه.
اقرأوا التاريخ، ستعرفون كيف كان الوحدة، وكيف أصبح متعبًا، وحتى عندما تأتيه إدارة مميزة سرعان ما تذهب في صراعات دائمة، حتى الجمهور تشتت، فتجد البعض منهم يدعم الفاشل، ويقلل من الناجح، عن عمد أو بحسن نية، فاختلط الحابل بالنابل، فتراجع النادي، وقلت جماهيريته، فأصبح مصنفًا بأنه من فرق المؤخرة، ونسي الكثيرون تاريخه الكبير.
الاتفاق في السنوات الأخيرة دخل هذه الدوامة، فبدأ بالتراجع نتائجيًا وجماهيريًا، وتفشى الصراع بين أبنائه.
كل ذلك لا نريد أن نراه في الشباب، فلو دخل هذه الدوامة لن يخرج منها، وسيكون مصيره مصير الاتفاق والوحدة. الشباب والوحدة والاتفاق أندية كبيرة، تحتاج إلى رعايات كبيرة، وإدارات قوية، ولا أقلل من بقية الأندية، ولكن هذه الأندية بالذات لها تاريخ لا ينسى، وقدمت الكثير للحركة الرياضية في مملكتنا، لذا أتمنى من الوزارة أو أي جهة داعمة أن تنقذ هذه الأندية، فبدلًا من أن يكون لدينا أربعة أندية قوية فقط، ليكن لدينا سبعة أو ثمانية، فتزداد مساحة التنافس ليس في كرة القدم فقط، بل في كل الألعاب، وكل ذلك لمصلحة منتخباتنا الوطنية.