بعد التقاعد.. الغامدي ينتج الثمار.. ويستحدث المقهى الريفي
«أصايل» بني كبير.. سياحة زراعية
دخل علي بن سدران الغامدي، ابن منطقة الباحة، قبل نحو خمسة أعوامٍ إلى عالم الزراعة والنشاط السياحي المرتبط بها، ويستقبل في مزرعته، التي سمَّاها “مشتل أصايل”، زوّارًا ومتسوّقين، فيما يرسل إنتاجه من شجر الزينة الصيني إلى جدة والطائف.
يجمع الغامدي بين إنتاج الثمار والشتلات، حسبما ذكر لـ “الرياضية”، التي زارت أخيرًا مشروعه.
تقع المزرعة في مركز بني كبير، التابع لمحافظة بلجرشي في الباحة.
وشرح صاحبُها قائلًا: “عندما تقاعدتُ من وظيفتي العسكرية، بعد بلوغي السن القانونية، عُدت إلى منطقتي، وقررت الاهتمام بالزراعة وإنتاجها، وفاءً لإحدى رغبات والدي، الذي تُوفّي قبل ثمانية أعوام”.
ويستعين الغامدي بعمّالٍ جلبهم ودرّبهم بنفسه.
وأوضح: “عندما بدأت مشروعي أعدتُ تأهيل مزرعة والدي.. بنيتُ سورًا حولها، وحلّلتُ التربة مخبريًا، وحفرت بئرًا ارتوازية، وأسست شبكة ري، واعتنيت بتثقيف العمال زراعيًا.. ثم انطلقنا في رحلة الإنتاج”. ولاستقبال الزوّار، ومحبّي السياحة الزراعية، أضاف الغامدي مقهى داخل مشروعه، قال عنه: “استحدثت ما أطلقت عليه الكافيه الريفي.. عبارة عن جلسات في الهواء الطلق وسط الأشجار والنباتات.. وإضافةً إلى المشروبات أقدّم للزوّار ضيافةً من الثمار والمحاصيل.. وبإمكان أي زائر قطف الإنتاج بنفسه وشرائه بالسلّة وبأسعار مناسبة”. ويُنتِج المشتل التين، والجوافة، والمشمش، والبخارى، والرمان، والعنب، والكوسة، والفلفل، وثمارًا أخرى.
ويصف الغامدي الأشجار بـ “الطفل الصغير”، مسترسلًا: “التجربة علّمتني أنك كلّما اعتنيت بالشجرة، وكل ما يتعلق بها من تسميد ومبيدات وري، كلما كان الإنتاج مميّزًا ومضمونًا”.
وإضافةً إلى الثمار، توسَّع المتقاعد، صاحب الـ 53 عامًا، وبدأ إنتاج الشتلات وبيعها.
وأوضح: “العام الجاري فقط أنتجنا 2800 شتلة من التين التركي، و600 من التين الإسباني، وشتلات أخرى لفواكه عدّة، كما نجحنا في تجربة تكاثر الشجر الصيني عن طريق الجذور والأوراق، وإنتاجنا منه يصل إلى مدن الباحة والطائف وجدة”. وينظر الغامدي إلى السياحة الزراعية بوصفها “تجربة متكاملة”، مبيِّنًا: “الزائر يستمتع بالتجول في المزرعة، وقطف الإنتاج المتنوع بنفسه، وتناوله طازجًا، وقضاء يومه بين الأشجار”.