|


عدنان جستنية
البلطان وشهادة النكران
2023-09-02
خالد البلطان رئيس نادي الشباب السابق، الذي استطاع منذ توليه رئاسته تحقيق إنجازات ونجاحات ضخمة، لفت نظري وإعجابي عبر تصريحاته المتلفزة وما يطرحه من أفكار وآراء تخص الوضع العام للأندية، واللجان، والإعلام الرياضي، وما ينبغي أن تقوم به الرئاسة لرعاية الشباب سابقًا والاتحاد السعودي لكرة القدم لتخرج الأندية واللجان من دائرة العبث وتأثيره الواضح على تطورها لا يشجع في نفس الوقت على الاستمرار بالعمل في بيئة غير محترفة يغلب عليها اجتهادات ذاتية لا فائدة منها إلا “دوش الدماغ” حسب تعبيره وخسائر مادية وإساءات “تتعب القلب” متمنيًا اعتزال الوسط الرياضي برمته.
تحققت أمنيته واعتزل رئاسة الشباب بعدما أعاده من جديد للواجهة بفكره وماله وقوة شخصيته و”كرزمة إعلامية” أثارت حوله الكثير من الجدل وقبولًا لتصريحات أشبه بالقنابل يفجرها في وجه كل من يحاول التقليل من ناديه وهضم حقوقه، ولولا رغبة رئيس هيئة الرياضة الأسبق تركي آل الشيخ ومطالبته بالعودة لما عاد مستجيبًا لدعوته وذلك من منظور وجود توجه جديد للعمل الرياضي بالأندية والمنظومة بصفة عامة لينهض بالشباب للمكانة التي تليق به كأحد الأندية الكبيرة.
الحق يقال أن الرجل جاهد كثيرًا ولم يستسلم لكل وسائل الإحباط وحروب إعلامية سعت لإسقاطه ولكن “ما باليد حيلة” لوجود “فوارق” كبيرة في الدعم المالي بين الشباب وأقرانه، إذ فقد القدرة على المقاومة بحكم أن الواقع المادي الذي يمر به ناديه الذي أفنى جزءًا من عمره وماله ووقته وصحته فيه لا يستقيم مع مجموعة أهداف كبيرة كان يخطط لتنفيذها ليأتيه “الفرج” عبر نظام يهتم بالشهادة الجامعية لمن يرشح نفسه للرئاسة معتبرًا هذا الشرط بمثابة عملية “إنقاذ” جاءت في وقتها.
يقينًا أن البلطان والذي يعيش حاليًا ألم مرارة الهدم لما بناه لناديه وذلك بـ”فعل فاعل” لأنه يملك سلطة تسمح له إلغاء نظام أعطى للشهادة الجامعية أفضلية على من لديهم معرفة بأحوال الأندية وخبرات طويلة بالعمل بها حصولهم على شهادة “نكران” وعدم الاعتراف بفضلهم إلا أنه لا يملك هذه السلطة إنما يملكها وزير الرياضة الأمير المحبوب عبد العزيز بن تركي والذي آمل منه إعادة النظر في نظام أراه حرم أصحاب الخبرة الإدارية الطويلة بالأندية الاستفادة منهم وذلك عن طريق معادلة شهادة الخبرات بعدد سنوات الدراسة الجامعية كما كان معمول به سابقًا وستثبت له الأيام أن نادي الشباب فقد رئيسًا بخبراته المتراكمة يعادل أو أفضل من رئيس يحمل شهادة البكالوريوس فشل إداريًا في إدارة ناديه والحفاظ على مكتسباته.