|


أحمد الحامد⁩
عالمية الدوري
2023-09-03
في الحياة عليك أن تتوقَّع أي شيء، وإذا تفاجأت بحدوث ما لم تتوقَّعه، فلأن تفكيرك لم يوصلك إليه، أي أن حساباتك كانت غير مكتملة، لذا من الأفضل جعل الاحتمالات مفتوحةً لتقليل المفاجآت على الأقل.
الذين اعتادوا على جعل الاحتمالات مفتوحةً، هم الأقل استخدامًا لكلمة “ما توقعت، أو انصدمت، أو تفاجأت”! والسؤال الآن في ظل المرحلة التاريخية للدوري السعودي: هل تشكِّل بعض الأصوات الأوروبية المنتقدة لما يحدث في “روشن” من تعاقدات كبيرة مفاجأةً لنا؟ الإجابة: نعم. لأن أغلبنا تفاجأ من الكلام الآتي من أوروبا! لقد تساءل كثيرٌ منا: لماذا لا يريدون للنجوم أن يلعبوا في الدوري السعودي؟ فالمعروف في عالم الاحتراف، أن اللاعبين يتنقَّلون بين الأندية وبين الدول والقارات، ثم لماذا لم يأتِ التذمُّر من أمريكا الجنوبية مصدر أمهر اللاعبين في العالم؟ فما نسمعه، ونشاهده، أنهم سعداء بالتحوُّل الجبَّار للدوري السعودي، وأصبحوا ينقلون مبارياته لمشاهدة نجومهم المحترفين فيه، والأمر نفسه ينطبق على إفريقيا، فلماذا لم نسمع شيئًا في هذه القارة مثلما سمعناه من أوروبا؟ المسألة بسيطة، الأوروبيون منذ زمن حوَّلوا كرة القدم إلى تجارة، تدرُّ لهم المليارات بشكل مباشر وغير مباشر، وجاء الدوري السعودي لينافسهم على هذه التجارة، وصار معلومًا وواضحًا للجميع، أن “روشن” حقق نجاحًا كبيرًا منذ انطلاقته بالتعاقدات العالمية الجديدة، لذا من المتوقَّع أن يقول التاجر الذي تنافسه أشياء غير صحيحة عنك، خاصةً إذا شاهد مزاحمتك له، هذا إذا لم يكن تاجرًا بمواصفات التاجر الحقيقي، لأن التاجر الحقيقي لا يحاول تشويه سمعة منافسيه، ولا الافتراء عليهم.
بعض الأوروبيين الذي يعملون في شأن الكرة، أبدوا، وما زالوا ردَّات فعل، ستصبح عما قريب من الماضي، ولا تستغربوا إن شاهدتم هؤلاء المنتقدين يعملون في الدوري السعودي سواءً مدربين، أو صحافيين، أو إداريين. لقد أصبحت عشرات الدول في العالم تنقل مباريات دورينا، بل إنَّ بعض القنوات والمنصَّات تخصِّص استديوهات تحليلية لهذه المباريات. عالمية الدوري السعودي أصبحت محسومةً بالأرقام والمشاهدات والتأثير، والرائع أكثر أن ملاعب جديدة ستُفتتح، وأخرى تمَّ تطويرها، وملاعب جديدة ستبنى بمواصفات تناسب مباريات كأس العالم، البطولة التي نأمل أن نحتضنها قريبًا.