الأقدم في جدة.. الصحن مكشوف.. والمنارة تتجاوز 6 قرون
مسجد الشافعي يعيد الأجانب إلى «البلد»
يصدح صوت المؤذّن وسط منطقة جدة التاريخية، المسمّاة “البلد”، من منارةٍ شُيِّدَت قبل أكثر من 6 قرون، تعلو مسجدًا، عمرُه يزيد بكثير عن ذلك، أصبح محطةً ثابتةً في برامج الوفود الأجنبية السائحة.
يقع مسجد الشافعي، الذي زارته “الرياضية” أمس الأول، في قلب حارة المظلوم، إحدى الحارات الأربع لـ “البلد”.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، أدرجته وزارة الثقافة السعودية ضمن محطات “برنامج جدة التاريخية”، الذي أطلقته لتنظيم زيارات سياحية للمنطقة وفعاليات وأنشطة داخلها. وبعدما أدّيا صلاة العصر داخل مسجد الشافعي، أبلغ “الرياضية” السوريان عبد الرحمن وأحمد اعتزامهما العودة إليه وبرفقتهما أشقاؤهما الصغار وعددٌ من أفراد أسرتيهما، لتعريفهم بالمكان وتاريخه والاطّلاع على عِمارته. وتحدّث السوريان، المقيمان في جدة، عن إعجابهما بأبواب المسجد الأربعة المنقوشة، وتصميمه الأثري، وصحنه المكشوف.
وقال عبد الرحمن “التجربة رائعة والأجواء تراثية.. لابد من العودة إليه في زيارة ثانية”. وتنظّم “الثقافة” وشركات ومكاتب سياحية زياراتٍ، شبه أسبوعية طوال العام، لوفود سياحية إلى جدة التاريخية، بحضور مرشدين سياحيين سعوديين توفّرهم وتدرّبهم الوزارة.
ويقول المرشدون إن عمر منارة مسجد الشافعي أكثر من 600 عام. وطبقًا لموقع “برنامج جدة التاريخية” الإلكتروني، يُعدّ هذا أقدم مسجدٍ في جدة، إذ تمتدّ جذوره إلى زمن الخليفة الثاني في الإسلام الصحابي الجليل عمر بن الخطاب. وحسبما رصدت “الرياضية” ميدانيًا، يتكوّن بناء المسجد، المسمّى على اسم الإمام الشافعي، من صحنٍ مكشوفٍ في الوسط، من أجل التهوية، وأجزاء مسقوفة، بينها إيوان القِبلة. ولا يزال البِناء محافِظًا على طابعه التاريخي. وتظهَر قوالبُ الحِجارة في منارته، فيما تُشكِّل الأخشاب أغلب الأسقف وكثيًرا من الأعمدة في الداخل، أما الأبواب فتغطّيها الزخارف. وكان أهل جدّة يستخدمون، قديمًا، الأخشاب والطين البحري والحجر المنقبي في تشييد الأبنية، لتناسُب هذه المواد مع الطبيعة الساحلية للمدينة وتقليلها من تأثير الحرارة.