|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-10-13
ـ في الحلقات الماضية من برنامج (الدربيل) الذي أقدمه رفقة الزميلة مها سعود، أصبحنا دون قصد نفتح مواضيع مرتبطة بالطفولة، الألعاب التي كنّا نلعبها، مسلسلات الكرتون التي كنّا نشاهدها، أنواع الحلويات التي ما زال مذاقها على ألسنتنا، لا أدري عن سبب الحنين المفاجئ.
المؤكد من هذه الاستعادات أنها مريحة للنفس، ربما لأننا حينها كنّا أقل دراية، وهذا ما كان يحفظ براءتنا، وأقل أخطاءً وهذا ما كان يريح ضمائرنا. يبدو أن العيش مهما بلغنا من العمر بالمواصفات الطفولية هو الأصح، لأنه أكثر نقاءً.
ـ يقال من لا يقرأ التاريخ يكرر أخطاءه، والمقصود أنه يكرر الأخطاء التي وقعت في الماضي. لكن ما يحدث الآن من أخطاء يقوم بها من قرؤوا التاريخ، فكل قادة إسرائيل والقوى التي تساندهم متعلمون ويحيطون أنفسهم بمستشارين لا يقلون عنهم دراية بالتاريخ. لا يكفي أن تقرأ التاريخ لكي لا تكرر الأخطاء، عدم تكرار الأخطاء مرتبط بضبط النفس والسيطرة عليها، أن تضع لها حدًا وأنت في أوج قوتك، وأن تبعدها عن الغرور في عز انتصارك، وأن تجعلها مسالمة لأن الأصل هو السلام. لا توجد أكثر من كتب التاريخ ولا أكثر من الحكايات والقصص المزدحمة بالعبر، لكنها النفس المغرورة التي تعمي البصائر. حتى في الحياة الشخصية للفرد ينجح أخيرًا من يضبط نفسه، ولا يغني عن هذا الشرط إن كنت تملك معدلات ذكاء مرتفع أو أموال أكثر. سيأتي اليوم الذي يحصل فيه الفلسطينيون على حقهم في إقامة دولتهم، لا أحد يعلم متى، الله وحده يعلم، ربما بعد عام وربما بعد مئة عام، ربما أكثر، لكن حق ضحاياهم عند الله لن يضيع، وإلى ذلك الحين يكون قادة إسرائيل أضافوا عبرًا جديدة للأجيال القادمة في كتب التاريخ عن سوء منقلب الغرور والظلم.
ـ سارتر: إن الناس الأكثر وعيًا وإدراكًا لا يمكن أن يكونوا أشرارًا، لأن الشر يتطلب غباءً ومحدودية في التفكير.