|


خالد الشايع
الكيل بمكيالين.. شيطنة الهلال
2023-11-01
لا يوجد عاقل يرضى بالإساءة لكائن من كان، الكل يرفض رفضًا قاطعًا الإساءات اللفظية والعنصرية في المدرجات من جمهور أي ناد، مهما كان، من يقول غير ذلك عليه مراجعة بوصلة أخلاقه أولًا.
ولكن من غير المقبول أيضًا التركيز على ما قام به ثلة من الجماهير الهلالية في مباراة فريقها أمام الأهلي، وشيطنة الهلال دون غيره، والمطالبة بأقصى العقوبات، وتجاهل مثلًا ما بدر من قائد رابطة الأهلي الموظف الرسمي في النادي من إساءات متعددة كان من ضحاياها الهلال نفسه، كما طالت مختلف الأندية إلا من يتبعها قبله، وقبل هذا وذاك تجاهل ما يبدر من لاعبين كبار تجاه الجماهير المنافسة، وآخرها ما قام به البرتغالي كريستيانو رونالدو والسنغالي سادو ماني، أمام جماهير الاتفاق يوم أمس الأول، والأسوأ منها احتفالية البرازيلي أندرسون تاليسكا بهدفه الملغى في ذات المباراة، أما ما قام به المصري طارق حامد لاعب ضمك تجاه مواطنه محمد شريفي لاعب الخليج، في مباراة الفريقين في كأس الملك، فكارثة بكل ما تحمله المقاييس الأخلاقية، حسنًا إما أن يتحدد الكل ويتم معاقبة الكل، أو الصمت وعدم ادعاء الفضيلة، والتركيز على ناد دون آخر، وكأن الهلال دون غيره السيئ، والآخرون ملائكة سلام، الكل يتجاوز إلا من رحم ربي.
لجنة الانضباط الموقرة، وجدت نفسها أخيرًا تجني ما زرعته طوال مواسم ماضية، تجاوزها عن كثير من الأخطاء والممارسات جعلها مكبلة اليدين، لا هي التي تستطيع التدخل الآن، ولا العودة للعقوبات بأثر رجعي. تحدثنا مرارًا وتكرارًا عن خطورة غياب لجنة الانضباط، وخوفها من التدخل في كثير من القضايا، هو ما جعل الأمر يتفاقم ويصل لمرحلة مزعجة، خرجت عن السيطرة والأخلاق.
هل الحل هو المزيد من الصمت، بالتأكيد لا، هذا يعني المزيد من المشاكل، والتجاوزات، الحل هو أن يصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بيانًا يشجب فيها هذه الممارسات، ويبدأ صفحة جديدة، يتوعد فيها كل من يرتكب أي مخالفات سلوكية، سواء من اللاعبين، أو الجماهير، نقطة آخر السطر، ونبدأ من جديد، لكي نحافظ على ما تبقى من ذائقة قبل أن تجرفها البذاءة.