|


عبد العزيز الزامل
قاتل ومقتول للترفيه.. ألعاب الجوع
2023-12-05
في عام 2008 صدرت أولى روايات مباريات الجوع، التي تم تبنيها في سلسلة أفلام سينمائية مقتبسة من بطولة الممثلة الشقراء جينيفر لورنس، هذه الروايات حملت عناوين رائعة وجاذبة للناس في فكرتها وعناوينها، كان الأول “مباريات الجوع”، والثاني “ألسنة اللهب”، والثالث “الطائر المقلد”، والرابع “أغنية الطيور المغردة والثعابين”.
دارت أحداث هذا العالم في منطقة اسمها بانيم، والتي تعتبر دولة أنشئت على الخراب والأنقاض مما تبقى في أمريكا الشمالية بعد سلسلة من الأحداث المجهولة أدت إلى انهيار العالم كما نعرفه اليوم.
دولة تشكلت، وفيها ثلاث عشرة مقاطعة تتوسطها ما تعرف بالكابتول أو العاصمة، وهي المدينة الوحيدة المحاطة بالبذخ والرخاء والتعدم، وهي المدينة التي تتحكم بالعالم لدى كافة المقاطعات الآخرى الفقيرة.
شكلت العاصمة نظامًا استبداديًا بقوة السلاح، وبدأت في “لعبة” يصارع فيها الشبان بعضهم في قتال حتى الموت... مجموعة من المراهقين والشبان يقاتلون بعضهم بالاستعانة بما يستطيعون من أسلحة، وذلك لأجل بقاء آخرهم على قيد الحياة، ليكون بعد ذلك هو الحاصل على التكريم من العاصمة بالحصول على منزل جديد وإمدادات جديدة وطعام كثير إلى آخر يوم في عمره.
الفكرة جنونية، وتبث لدى العالم ليشاهد الناس مدى وحشية الإنسان، وليخدم الأمر كعقاب لكافة المدن التي قاد أسلافهم فيها تمردًا على السلطة... وللتذكير والترهيب والتخويف تبدأ لعبة الجوع.
كانت هذه السلسلة التي تحولت إلى أفلام جميلة بأول أفلامها، وعادية ببقية الأفلام، وانتهت بعد ذلك لتعود الآن من جديد بعد سنوات في تبني الكتاب الرابع المعنون بأغنية الطيور المغردة والثعابين.
هذا الفيلم وللأسف يعتبر طويلًا في مدته، وبالوقت نفسه قصيرًا في تفسيره للأحداث، حيث إن القصة فشلت في إعطاء بعد كاف ومقبول للشخصيتين الرئيستين توم بلايث وريتشل زيجلر، والتحولات التي مرتا فيها ابتداء من كونهما في قطبين، ثم محبة طرفين، ثم كراهية فعداء.