|


أحمد الحامد⁩
يحكى أنَّ
2023-12-05
صحيح أن قضاء ساعات على الإنترنت دون هدف محدد مضيعة للوقت، لكن وبمجرد وجود الهدف يتحول الإنترنت إلى كنز لا يقدر بثمن، ومع أني كنت من مدمني قراءة الصحف الورقية، وحزنت على تغيير أسلوب القراءة من الورق إلى شاشة الموبايل إلا أن الحزن سرعان ما تلاشى، ففي الماضي كنت أضطر الخروج على اختلافات الطقس لشراء صحيفة، أما اليوم فقد أنستني خدمات الإنترنت السحرية تلك العاطفة التي ربطتني بالورق.
يحتاج الإنترنت إلى حسن استخدام، أن تعرف ماذا تريد وأين تجده، لا أقول هذا لإعطاء إرشادات الاستخدام لشيء تجاوز عمره الثلاثين عامًا، بل لأن الكثيرين يدخلون الإنترنت كعادة وليس استفادة. وأنا واحد منهم في حالات ليست بالقليلة. أحببت قراءة الحكايات على الإنترنت وصرت أتبادلها مع أحد الأصدقاء على الواتساب، هو يرسل ما أعجبه وأنا أرسل ما أعجبني، اليوم فكرت في نشر بعض ما أعجبنا. الحكاية الأولى عن المثل الشهير (حبل الكذب قصير) يقال إن القصة التالية هي أساس هذا المثل (يحكى أن قصة المثل (حبل الكذب قصير) بدأت مع تاجر كان لديه العشرات من الخدم، وفي يوم من الأيام قام أحدهم بسرقة كيس من النقود، الأمر الذي أربك التاجر ودفعه إلى فكرة يستطع من خلالها كشف السارق. أعطى التاجر كل خادم حبلًا طوله نصف متر وقال لهم إن سارق النقود سيطول حبله 10 سنتيمترات عندما تشرق الشمس، وأمرهم بالحضور جميعًا صباح اليوم التالي. في الصباح كانت جميع الحبال متساوية عدى حبلًا واحدًا كان أقصر بـ 10 سنتيمترات، لأن الخادم السارق صدَّق أن الحبل سيزيد طوله فقام بقصه عشرة سنتيمترات مما جعله قصيرًا). لا أعرف حقيقة الحكاية التالية عن مارك توين، فالكثير من الحكايات تنسج عن المشاهير، وأعرف بعضهم ممن سمعوا عن أنفسهم من الحكايات التي لا صحة لها (يحكى أن الكاتب الأمريكي مارك توين كان مغرمًا بالراحة، لدرجة أنه كان يكتب ويقرأ وهو في سريره، ونادرًا ما كان يخرج من غرفة نومه. ذات يوم جاء أحد الصحفيين لمقابلته، وعندما أخبرته زوجته قال لها: دعيه يدخل. لكن الزوجة اعترضت قائلة: هذا لا يليق.. هل ستدعه يقف بينما أنت نائم في الفراش؟ فأجابها توين: صحيح، هذا لا يليق.. اطلبي من الخادمة أن تعد له فراشًا بجانبي). الحكاية الأخيرة يرويها أحدهم عن أخيه الصغير المولع بالقراءة وحفظ المقولات (أخي الصغير مولع بالقراءة، لكن مشكلته أنه مولع بالاقتباسات، فمثلاً تشاجر أبي وأمي فوقف بينهما وقال: في قانون الخلافات إن لم يكن الود مُعطى فلا مجال لحل المسألة. فضحك الجميع. وفي إحدى المرات رفض أبي أن يعطيه 10 ريالات، فحمل حقيبته ووقف قرب باب المنزل وقال: لا تسألوا الطير الشريد لأي أسباب رحل).