|


رئيس «المسابقات» يقلّب أوراق الماضي والحاضر بعد ترك اللجنة.. ويتحدث في حوار موسّع مع

السليم: لا نبحث عن الإثارة يا المفرج

حوار: عبد الرحمن مشبب 2023.12.31 | 01:15 am

26 عامًا قضاها في المجال الرياضي، تدرَّج خلالها من الإدارة بنادي الفتح حتى وصل إلى عضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ترأس بعثة عديد من المنتخبات السعودية، وكان عنصرًا أساسيًّا في تحقيق فريق الفتح الأول لكرة القدم الدوري موسم 2012ـ2013 وكأس السوبر السعودي.
يسعى إلى الحصول على الماجستير من ثم الدكتوراه في إدارة الاستثمار والتسويق الرياضي.
محمد السليم، رئيس لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين السعودي السابق، في حواره مع «الرياضية» كشف عن أسباب استمراره في لجنة المسابقات بلا صلاحيات، وأوضح للمرة الأولى كثيرًا من الموضوعات في لجنتي المسابقات والتراخيص برابطة المحترفين، كما تحدث عن أكثر من ملف.



01
بعد مغادرتك رابطة دوري المحترفين السعودي في يونيو الماضي، أين محمد السليم حاليًّا؟

ابتعادي.. أنا موجودٌ قلبًا وقالبًا، والدليل وجودي معكم في صحيفة «الرياضية»، فالرياضة جزءٌ من حياتي، لكن قد أكون أكثر تفرغًا الآن لتطوير ذاتي، حيث أقضي وقتي في التدريب وحضور الدورات والمؤتمرات المتخصصة في الاستثمار والتسويق الرياضي. فبعد حصولي على دبلوم إدارة الاستثمار والتسويق الرياضي من جامعة الملك سعود ومعهد إعداد القادة، أستعد لإكمال الساعات المطلوبة للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه في هذا المجال.
02
لنبدأ معك من آخر محطاتك.. فجأةً أصبحت بلا صلاحيات في رئاسة لجنة المسابقات برابطة المحترفين، ما الذي حدث؟
الذي حدث باختصار أن الرابطة أصدرت النظام الأساسي الجديد منتصف فترة تكليفنا باللجنة، حيث نصَّت المادة «69» أحكام انتقالية فقرة «4» بأن تنقل مهام عمل لجنة المسابقات من تاريخ 30 يونيو 2023م إلى مجلس إدارة الرابطة، ويجوز للمجلس إعادة تشكيل لجنة المسابقات في أي وقت حسبما يراه مناسبًا. عندما علمنا بذلك طلبنا من الإنجليزي جاري كوك، الرئيس التنفيذي السابق، تسليم مهام وأعمال اللجنة لإدارة الرابطة، لكن هذا الطلب تمَّ رفضه مباشرة، وذكر في حينها أن أعضاء اللجنة سيكون لها دورٌ في إدارة المسابقات التي سيتم تشكيلها، أو استمرار اللجنة على وضعها الحالي، وهو التوجُّه نفسه مع نائب الرئيس الحالي الأخ سعد اللذيذ والرئيس التنفيذي المكلف بعد رحيل كوك، وكرَّرنا الطلب نفسه بتسليم مَن يرونه مناسبًا مهام وأعمال اللجنة، ولم يُقبل هذا الأمر للمرة الثانية.



03
إذًا لمَ استمررتم في اللجنة؟
تقديرًا منّا للمرحلة الانتقالية آثرنا تقديم المصلحة العامة، خاصةً بعد التنظيم الذي جاء به كوك، الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت، على الرغم من ضبابية قرار استمرار أو عدم استمرار اللجنة، لكن قبل تاريخ 30 يونيو 2023 كان لِزامًا علينا تقديم الاعتذار عن عدم مواصلة أداء المهام والأعمال الخاصة باللجنة بشكل رسمي لضيق الوقت، وكل ما يخص الجدولة الجديدة للموسم الجديد 2023ـ2024 ليس لنا به علاقة، أما مَن يدير بعد اعتذارنا فلا علم لي بذلك.
04
هناك جماهير تتحدث عن أنك هلالي، وأخرى تقول إنك نصراوي وفق تغريدات لك، أين تقف بينهما؟
أشكرك على هذا السؤال الذي أنصفني. مَن يُراجع تغريداتي الرياضية الخاصة بالأندية سيرى أن 50 في المئة أو أكثر لنادي الفتح، و50 في المئة أو أقل لأندية الوطن ممن تحقق بطولات، أو تشارك خارجيًّا، فأنا وبكل فخر مُحب لرياضة بلدي وكل أندية الوطن.
05
شنَّ الهلاليون عليك هجومًا بسبب ضغط مباريات الفريق الأول في أبريل الموسم الماضي، كيف تعلّق؟
الجمهور من حقه ذلك، فهو يرى بعين مصلحة ناديه فقط، وما يتم تداوله من تأويلات، أما اللجنة فترى بعين المصلحة العامة بين الأندية كلها. لجنة المسابقات تُعطى تواريخ محددة لانطلاقة الموسم ونهايته، وتأجيل مباراة واحدة هي السبب في الضغط الذي حصل لنادي الهلال، لأنه بالأصل كان هناك تعديل سابق بسبب تعديل تواريخ دوري أبطال آسيا وكأس العالم، وإدارة الهلال على علم بأنه في حال التأجيل ستلعب هذه المباراة بين مباريات أبريل وهو الأنسب لها.
06
تقصد مباراة الفيحاء، هل يعقل أن لجنة المسابقات لم تحسب حساب تأهل الهلال إلى المباراة النهائية في كأس العالم للأندية؟
بالعكس، نحن في لجنة المسابقات جدولنا مباراة الفيحاء والهلال قبل وصول الأزرق إلى نهائي كأس العالم، فالهلال يلعب النهائي 11 فبراير، ومباراة الفريق والفيحاء 15 فبراير، ثم يلعب مباراته في دوري أبطال آسيا 20 فبراير في قطر، وهذا وقت كافٍ جدًّا، لكن وصلنا طلب التأجيل، وإدارة الرابطة تقديرًا لظروف الفريق بعد وصوله إلى الرياض وافقت على تأجيل المباراة لوقت لاحق، وأوضحنا مباشرة أن المواجهة إذا تأجلت فستكون في أبريل، وهو الوقت المناسب بسبب مشاركات الهلال بين دوري أبطال آسيا والدوري وكأس الملك.
07
لكن فهد المفرج، المشرف على الفريق الهلالي، خرج في تصريح وذكر أن لجنة المسابقات لم تأخذ رأيهم في تحديد موعد لعب المباراة، ولم يكن لكم ردٌّ على هذا، لماذا؟
الأخ العزيز فهد المفرج في تصريحه أنصف عمل اللجنة بأنها تعمل باستقلالية، فلا يمكن لأي نادٍ أن يطلب التأجيل، ويطلب متى تُلعب مباراته، فما يناسب فريقه لا يناسب الفريق الآخر، لكن اللجنة هي التي تحدد وفق ما تراه مناسبًا دون الإضرار بأي فريق، ولو كانت اللجنة أضرَّت بناديه فأنا متأكد من مهنية الأخ فهد في حفظ حقوق ناديه بتقديم شكوى رسمية على اللجنة، فاللجنة تخضع للمحاسبة والمساءلة في حال عدم تطبيقها اللوائح والأنظمة المعتمدة، وعدم الرد هو بسبب أننا في اللجنة لا نبحث عن الإثارة ونقدر الضغط الجماهيري الذي يتعرض له مسؤولو الأندية، وقبل هذا كله نحن نعمل تحت مظلة الرابطة المعنية بالتوضيح في حال لزم الأمر للإيضاح.
08
بعد تجربتك في رئاسة لجنة المسابقات برابطة الدوري السعودي، هل هو كرسي ساخن؟
لا شك أنه كرسي ساخن إعلاميًّا، أما عمليًّا فهو بالنسبة لي ولزملائي في اللجنة سهل التعامل معه، وسأصدقك القول، عندما وافقت على رئاسة اللجنة لم يكن همّي الأول إصدار جدول، بل كنّا في اللجنة نبحث عن التطوير الذي يقدم الدوري السعودي للمحترفين بالشكل الذي يليق به، وهذا الأمر لم يحدث بسبب عدم وجود إدارة للمسابقات، فالأصل وجود اللجنة مع الإدارة، وتكون اللجنة جهة رقابية، ويكون من أهم مهامها تطوير المسابقة.
09
حدِّثنا عن تجربتك في لجنة التراخيص التي كنت تترأسها، كيف تصفها؟
من اللجان التي تعطيك انطباعًا حقيقيًّا لاحترافية العمل الإداري في الأندية، فهي تمثل الجزء الأكبر من الحوكمة. قضيت فيها أكثر من ستة أعوام، وكنّا في اللجنة أشد حزنًا على عدم حصول أي نادٍ على الرخصة وأكثر فرحًا لحصول الأندية على الرخصة، فهي لجنة تتسم بالشفافية العالية، بسبب وجود النظام المطبّق، حيث إن كل نادٍ يعلم قدرته على منحنا الرخصة أو عدم المنح من خلال قدرة النادي على استيفاء المعايير الخمسة المعتمدة من قبل الاتحاد الآسيوي.
10
كان الحدث الأكبر استبعاد الاتحاد من الحصول على الرخصة الآسيوية، بالتالي حرمانه من المشاركة في دوري أبطال آسيا قبل موسمين، ما السبب الجوهري للقرار خاصة أن الجماهير ألقت اللوم على اللجنة؟
الجمهور عاطفي مع ناديه، لكن الأهم أننا نساعد الأندية في الحصول على الرخصة من خلال التوجيه والمساعدة في إنهاء رفع المستندات المطلوبة في الوقت المحدد، التي من خلالها يتم منح الرخصة، فلا يمكن أن نعرض أندية الوطن لعقوبات قد تصدر بسبب تجاوزات في المنح على حساب مشاركة بقية الأندية في دوري أبطال آسيا، أما السبب لعدم منح نادي الاتحاد الرخصة في ذلك الموسم، فهذا أمر يخص إدارة النادي.
11
هل تمَّ منح الاتحاد فرصةً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في تلك الفترة؟
كل الأندية تعطى فرصة حسب التواريخ المحددة بالنظام المعتمد في «كلاس»، الذي يشرف عليه الاتحاد الآسيوي وإدارة التراخيص في الرابطة، فاللجنة تراجع ما يتم تقديمه وطلب ما يمكن إيضاحه لتجويد عملية المنح.
12
كانت هناك تأكيدات جادة بأن الاتحاد سيحصل على الرخصة ومع ذلك كان قراركم ثابتًا، بماذا تصف هذا الثبات؟
لا أعلم عن هذه التأكيدات، ولا أتذكر أن ناديًا لم يحصل على الرخصة واستطاع الحصول عليها بعد قرار اللجنة بسبب الشفافية العالية في المستندات المطلوبة لكل معيار، ولا بد أن أثمّن العمل الاحترافي من إدارة التراخيص في الرابطة، وعلى رأسهم عبد العزيز الحميدي في فترة سابقة، ومن بعده ثامر المرشد وفريق العمل الذي يعمل معه في الإدارة من خلال تنظيم الورش والزيارات الميدانية للأندية قبل البدء في إدخال المستندات المطلوبة لكل معيار.
13
أول دخول لك في المجال الرياضي كان عن طريق نادي الفتح، حدّثنا عن تلك الفترة وعن أجمل وأصعب اللحظات؟
نادي الفتح قصة جميلة عشتها بكل تفاصيلها، وأجمل اللحظات في هذه القصة حينما كنت مسؤولًا صعودُ فريق الناشئين إلى الممتاز، ثم صعود فريق الشباب إلى الممتاز، من ثم صعود الفريق الأول إلى الممتاز، وبعدها الإنجاز التاريخي وهو تحقيق الفتح دوري زين للمحترفين عام 2013م، من ثم تحقيق كأس السوبر. أما أصعب اللحظات فهي موسم الصعود إلى الممتاز، فكان ترتيبنا السادس في الدور الثاني، وكانت لي طلبات تخص الفريق للصعود في هذه المرحلة الحرجة من عمر الدوري، ونفِّذت كلها من قبل الأخ العزيز أحمد الراشد، عضو مجلس الإدارة والمشرف على الفريق، وصعدنا إلى الممتاز بعد توفيق الله عام 2008.
14
هل ترى أن إنجاز تحقيق الفتح لقب الدوري قد يتكرر؟
بالتمني نعم، لكونه ممكنًا، لكن على أرض الواقع فلا أعتقد أنه سيكون قريبًا، فالفتح لهُ أعوام ينقصه القائد الحقيقي خارج الملعب وداخله حتى ينافس على المراكز الأولى في سلم الدوري.
15
كيف يمكن أن يفعلها الفتح مجددًا؟
سهلٌ جدًّا أن أعطيك أكثر من استراتيجية لتحقيق هذا الهدف على الورق، لكن لا يمكن وضع أي خطة عمل دون الوقوف على الجوانب الإدارية والفنية والمالية، والأخير توفر بالدعم الحكومي لجميع الأندية، لكن تبقى الأمران الأول والثاني قبل وضع الاستراتيجية المناسبة لتحقيق هذا الهدف، من ثم اختيار فريق العمل «المناسب».
16
كنت مشرفًا على الفئات السنية في الفتح.. هل الجيل الذي حقق الدوري هو نتاج هذه الفئات التي أشرفت عليها؟
لا شك أن نادي الفتح تمَّ العمل عليه إداريًّا وفنيًّا أعوامًا طويلة، وبدأ العمل من الفئات السنية باختيار الكفاءات الإدارية والفنية ليحقق بعدها الدوري، وجزء كبير من هؤلاء اللاعبين حققوا الدوري، أمثال أحمد بوعبيد، حمدان الحمدان، عبد الله العويشير، عبد الله العبد الله، نوح الموسى، محمد الجميش، وغيرهم من اللاعبين.
17
خلال عضويتك بمجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في رئاسة أحمد عيد، ما الإنجازات التي تفتخر بها؟
مساهمة الاتحاد في تهيئة المنتخب السعودي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بنسبة 9 في المئة.
18
كنت أحد الأعضاء المكلفين بملف تقييم لجان اتحاد القدم خلال تلك الفترة، كيف كانت حالة الرضا من اللجان عن تقييمكم؟
تشرَّفت بالعمل في أحد أهم الملفات في الاتحاد مع بعض أعضاء المجلس بدعم اللجان التي تحتاج إلى دعم بشكل مباشر، لتكون في المسار الصحيح، أما حالة الرضا فالمؤكد أن الرضا موجود وعدم الرضا غير موجود، وهذا أمر طبيعي، لكن الأهم السرعة والجودة والقدرة على إصلاح الخلل إن وجد.
19
مرَّت فترة لم تتحقق فيها إنجازات للأخضر السعودي في كافة الدرجات، وكنت أحد المسؤولين عن ملف تقييم المنتخبات، كيف تعلّق على عملهم في تلك الفترة؟
لا يمكن أن نغفل عن وجود بعض الإنجازات في جميع المنتخبات الوطنية، لكن كان بالإمكان أفضل مما كان، ولا شك أن الاستدامة في العملين الإداري والفني ووضوح الأهداف بعد التأكد من ملاءمتها لمَن سيعمل عليها من عوامل تحقق النتائج بعد توفيق الله.