|


سعد المهدي
«ليتكم معنا في سنغافورة»
2024-01-13
كنت أنوب عن الزميل خالد الدلاك في رئاسة القسم الرياضي بصحيفة المسائية، حيث كان يرافق المنتخب في منافسات كأس أمم آسيا الثامنة شهر ديسمبر 84م، في مساء السادس عشر بدأ تدفق مواده الصحفية عن طريق “الفاكس” قبل أقل من ساعة على تتويج المنتخب بالكأس، وكان من بينها مقالته التي وصف فيها الحدث بالكبير، ومشاعر البهجة والفخر وقد عنونها بـ “ليتكم معنا في سنغافورة”، وحينها كنت أردد ليتك معنا يا “أبو سعد” حتى تقول لنا كيف لنا أن نفعل.
وفي وقت قصير دفع تنامي المشاعر الوطنية زملاء من “أساتذتنا” في صحيفة الجزيرة الذين كنّا في “المسائية” نقتسم معهم “خبز” العمل الصحفي إلى تناوبهم على الحضور للقسم الرياضي، لمعرفة ما سنقدم للقراء في صفحاتنا الرياضية مساء غدٍ، كان ذلك طوق نجاة لي ودروسًا “مهنية” مكثفة في التعامل مع المناسبات الكبرى وما يناسبها من عمل، حينها كان محمد الوعيل “رحمه الله” ومحمد التونسي وسليمان العقيلي من شاركوا في توجيه مسارات “التغطية” وصناعة بعضها بشكل مباشر.
دخل التونسي المكتب المقابل، وبدأ يكتب ويكتب وضع أمامي أوراقه ومضى، كانت “ثنائية” من أغانٍ “طلالية” في حوار خليط من “حكاية” الإنجاز ومشاعر فرح وامتنان للأبطال، اختفى العقيلي فترة وعاد بأوراق ملونة مما ذكرته وكالات الأنباء العربية والعالمية حول البطل الجديد لكأس أمم آسيا، نجومه ونتائج وإحصاءات البطولة، طالبني الوعيل بالتحرك لإيجاد محتوى “خاص” فلم نجد أنسب من استجواب أسرة النجم الصاعد الذي سرق الأضواء محيسن الجمعان، ليضاف هذا مع ما أرسله “الريس” أبو سعد، لنصدر “ملحقًا” من أربع صفحات لأول مرة في “المسائية” مزودًا بالصور والقصائد معطرًا بالثناء والمشاعر.
لم يتركني “الأساتذة” إلا في قسم الإخراج، وبعد إلحاح منهم أن يكتب على رأس الصفحة الأولى للملحق “إشراف/ سعد المهدي”، كانت بخط اليد بحجم كبير زادني قناعة فيما بعد على التنازل عن كتابة الاسم على الأعمال الصحفية إلا ما يستحق أو للضرورة. هذا ما علمناه الصحفي الأهم محمد العوام ذات مرحلة.