|


طلال الحمود
القياصرة
2024-01-13
ودعت ألمانيا خلال الأسبوع الماضي أهم لاعبيها على الإطلاق بعد وفاة القيصر فرانز بكنباور قائد المانشافت الفائز بكأس العالم 1974 وصانع الفرح في بلاد تسيدت كرة القدم من بعد هذا التاريخ لسنوات طويلة، ولن ينسى الألمان أنهم بفضل اللاعب الراحل باتوا الأقوى قاريًّا وعالميًّا من خلال إنجازات الأندية والمنتخبات، قبل أن ينعكس هذا النجاح على مصانع أديداس وبوما، وسيطرتها على حصة الأسد من مبيعات الأزياء والمعدات الرياضية في الأسواق من شرق الأرض إلى غربها.
ولا يتفق عشاق كرة القدم على منح بكنباور لقب أفضل لاعب في تاريخ ألمانيا، قياسًا على مهارات أبناء جيله أو إنجازات من ارتدى قميص المنتخب الوطني بعده، لكنهم يجمعون على أنه الأهم بلا منازع وصاحب الفضل في قيادة المانشافت إلى واجهة كرة القدم في العالم عقب الإخفاق الذي واجهه المنتخب الألماني في المونديال بخسارته أمام إنجلترا في نهائي بطولة 1966، ثم الإقصاء أمام إيطاليا في عام 1970.
يحسب للقيصر بكنباور وأبناء جيله من أمثال بول برايتنر وجيرد مولر وغيرهما، تخطي الحاجز وكسر عقدة التتويج، ولولا ما قدمه الراحل لتعثرت خطوات المنتخب الألماني قبل الوصول إلى القمة، وأصبح كنظيره الهولندي الذي لم يفلح حتى الآن في عبور الحاجز على الرغم من وصوله إلى نهائي المونديال أكثر من مرة بقيادة نجوم لا يقلون أهمية عن بكنباور ومنهم يوهان كرويف وماركو فان باستن.
في السعودية هناك ما يشبه صورة القيصر الألماني، إذ لا يمكن مقارنة إنجازات ماجد عبد الله أو صالح النعيمة أو محمد عبد الجواد بمن جاء بعدهم، غير أن الأهمية تبقى دائمًا لهؤلاء وبقية رفاقهم، لاعتبار أن الصعود إلى كأس العالم وتحقيق البطولات لم يكن أمرًا سهلًا لولا نجاح منتخب 1984 في تخطي الحاجز وكسر العقدة التي خذلته طويلًا أمام العراق والكويت والصين وإيران وكوريا الجنوبية.
سيبقى لاعبو المنتخب السعودي في كأس آسيا 1984 أصحاب فضل على من جاء بعدهم، لأن مرحلة البدايات توازي في صعوبتها قهر المستحيل وتسلق جبل شاهق من أجل الوصول إلى القمة.