|


مسعد.. تعليمات ماطر وذكرى «خلاص»

جدة ـ محمود وهبي 2024.01.23 | 07:00 pm

كثيرة هي القصص التي رافقت المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في رحلته نحو منصة كأس آسيا في الإمارات عام 1996، وكثيرون هم كتّاب هذه القصص، لكن لربما تكون القصة الأجمل في خاتمتها، عبر خالد مسعد، كاتب السطر الأخير من قصة التتويج السعودي الأخير باللقب القاري.
مسعد وجد مع الأخضر في نسخة 1988 عندما كان في مرحلة نعومة الأظافر كرويًا، واحتفل مع ماجد عبد الله وصالح النعيمة وبقية زملائه باللقب على الأراضي القطرية، ثم كان لاعبًا أساسيًا في الطريق نحو نهائي اليابان عام 1992، قبل أن يكتب لنفسه وللسعوديين الذكريات الأجمل، عندما كان لاعبًا محوريًا ومؤثرًا في لقب 1996.
فبعد وصافته للمجموعة الثانية في دور المجموعات، وبعد مباراة منهكة أمام الصين في ربع النهائي، وأخرى من الطراز الصعب أمام إيران في نصف النهائي، بلغ المنتخب السعودي المباراة النهائية، وواجه المضيف الإماراتي، وذهبت المواجهة إلى ركلات الترجيح، وحسمها مسعد عندما ترجم الركلة الخامسة والأخيرة بنجاح، فانطلق فرحًا ومترددًا في الوقت ذاته، ثم نظر إلى زملائه الذين همّوا بالركض تجاهه، وهو يقول عبارته الشهيرة "خلاص، خلاص"، محاولًا التأكد أن المباراة انتهت فعلًا.
ويقول محمد الخراشي، مساعد مدرب المنتخب السعودي حينها، في حوار تلفزيوني، إن عدم دراية مسعد بأنّ ركلته كانت الحاسمة هو دليل على ثقته بنفسه، ودليل على تقدّمه لتنفيذ الكرة دون الشعور بضغوط، ودليل على حرص زملائه لعدم تحميلهم مسعد ضغوطًا قبيل تنفيذه للركلة الحاسمة. فيما يقول أحمد عيد، مدير المنتخب حينها، إن ترتيب مسعد في قائمة المنفذين كان رابعًا، وإن تغيير الترتيب جاء في اللحظات الأخيرة، ليحصل مسعد على الركلة الخامسة والأخيرة.
وفي حوار تلفزيوني آخر، يقول إبراهيم ماطر إنه ذهب إلى مسعد ممازحًا بعد مباراة إيران في نصف النهائي، وقال له من باب المداعبة "تبغى تشوت بلنتي شوتها بالطريقة الفلانية"، إذ سجل ماطر ركلته الترجيحية في تلك المباراة، مقابل إهدار مسعد لركلته، لكن مسعد قلب الطاولة بعد المباراة النهائية، عندما أهدر ماطر ركلته، وعندما ترجم مسعد الركلة الحاسمة، ليقول ماطر في الحوار التلفزيوني إن مسعد رد الممازحة وقال "الحين قاعد تعلمني، علّم نفسك، تبغى تضيع علينا في النهائي".


مسعد.. تعليمات ماطر وذكرى «خلاص»