|


مدرب تايلاند.. طبّاخ في مدرسة.. ومعلّم أضاع الاختبار

الياباني ماساتادا إيشي، مدرب المنتخب التايلاندي الأول لكرة القدم، يحمل مفكرته الفنية خلال تدريب أخير استعدادًا لمواجهة السعودية، الخميس، ضمن ختام جولات دور المجموعات من كأس آسيا «قطر 2023» (المركز الإعلامي ـ الاتحاد التايلاندي لكرة القدم)
الرياض ـ أسامة فاروق 2024.01.24 | 09:40 pm

أساء الياباني ماساتادا إيشي، مدرب المنتخب التايلاندي الأول لكرة القدم، تقدير موعد اختبارات وظيفة المعلم، أواخر الثمانينيات، وتغيّب عنه، فقادته الأقدار إلى احتراف كرة القدم بدلًا من مهنة التدريس في المرحلة الثانوية التي كان يسعى إليها آنذاك.
وتخرج إيشي في جامعة جونتيندو اليابانية عام 1988م، وبعدها فتّش عن وظيفة كما تجري العادة، لكنه بعدما أضاع الاختبار تلقّى عرضًا من نادي أوميا أرديجا، الناشط في دوري الدرجة الثانية خلال تلك الفترة، للانضمام إلى صفوفه واللعب لفريقه الأول.
وقضى الشاب الذي شغل مركز لاعب المحور عامين مع ذلك النادي، ثم انتقل إلى كاشيما أنتلرز، حيث قضى 6 مواسم، أتبعها بتجربة قصيرة ضمن صفوف فريق أفيسبا فوكوكا، ثمَّ حلق حذاءيه مختتمًا مسيرة محدودة في الملاعب.
وبعد الاعتزال عاد إلى كاشيما للعمل مدربًا بدنيًا، واستمر في الظلّ لنحو 17 عامًا حتى عُيِّن يوليو 2015 على رأس الجهاز الفني للفريق الياباني، خلفًا للبرازيلي تونينيو سيريزو.
وحقق إيشي نجاحات لافتة مع كاشيما أبرزها الثنائية المحلية، وفضية كأس العالم للأندية 2016 بعد الخسارة بصعوبة أمام ريال مدريد الإسباني 4ـ2 في نهائي امتد لشوطين إضافيين.
وفي نوفمبر 2017 استنجد به أوميا أرديجا، نادي نشأته، لإنقاذه من الهبوط، لكن مهمته فشلت، ومع ذلك استمر معه محاولًا تصعيده خلال الموسم التالي، وهو ما عجز عنه ليضطر إلى الرحيل بعد نهاية موسم 2018.
ودخل الرجل بعد تلك التجربة فترة فراغ بعيدًا عن الملاعب، ووقتها جرّب مجددًا مهنة أخرى خارج مجال الكرة، تمثّلت هذه المرة في العمل طاهيًا لدى مركز غذاء مدرسي في مدينة كاشيما، مقر إقامته.
وكان مبرره أنه يريد تعليم الطلبة، ومنهم ابنته، سلوك القادة داخل مقر العمل.
المحطة التالية كانت في تايلاند، من بوابة نادي ساموت براكان الذي سمّاه مدربًا للفريق الأول 23 ديسمبر 2019، وامتدّ ارتباطهما حتى مايو 2021.
وخلال تلك الفترة لاحظ تمتّع اللاعبين التايلانديين بقدرات بدنية عالية، يقابلها فهم منخفض للتكتيك فرديًّا وجماعيًّا، فعكف على تعليمهم الأساسيات بدءًا من الفئات السنية.
وبعد رحيله عن ساموت براكان بقي في تايلاند، وتولّى قيادة بوريرام يونايتد، وحقق معه لقب الدوري 3 مواسم متتالية، وجمع الثلاثية المحلية «الدوري وكأس الاتحاد وكأس الدوري» مرتين متصلتين في إنجاز غير مسبوق.
وتقديرًا لصنيعه مع الكرة التايلاندية، عُيِّن مديرًا تقنيًا للمنتخب الأول، ثم تولى قيادته فنيًّا في 22 نوفمبر الماضي، ليصبح ثاني مدرب ياباني في تاريخ «أفيال الحرب» بعد أكيرا نيشينو «2019ـ2021».
ومباشرةً وضع المدرب، البالغ 56 عامًا، خطة الإعداد لكأس آسيا «قطر 2023»، التي بدأها المنتخب التايلاندي بالفوز 2ـ0 على قرغيزستان، ثم التعادل مع عمان من دون أهداف، وهو ما كان كافيًا لقنص بطاقة العبور إلى دور الـ 16.