خبراء ومدربون: الأخضر.. أداء متوازن وشخصية بطل
اتفق عدد من المدربين وخبراء الكرة في السعودية والوطن العربي، على أن أداء المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، في مرحلة المجموعات بكأس آسيا الجارية حاليًا في قطر، كان متوازنًا، وأنه ظهر بشخصية البطل على الرغم من ضعف المنتخبات التي واجهها.
وأشار البعض إلى أن الأخضر نجح في الجزء الأول من البطولة، وحقق رقمًا جيدًا باستقباله هدفًا وحيدًا كان أمام عُمان 2ـ1، لكنهم لفتوا إلى أن الأدوار الإقصائية تحتاج إلى تركيز أكبر وأكثر، وينبغي على اللاعبين ومدربهم إدراك أهمية المرحلة المقبلة، واستثمار الفرص لتحقيق النتائج الإيجابية والذهاب بعيدًا في البطولة.
يرى بندر باصريح، المدرب السعودي، أن المنتخبات التي واجهت الأخضر لم تكن بالقوة التي تجعلنا نثني على النتائج الإيجابية التي حققها على حسابها، إلا أن الأداء الذي قدمه أمام عُمان وقيرغيزستان كان جيدًا بدليل تحقيق الفوز في المواجهتين.
وقال: «المدرب الإيطالي مانشيني نجح بنسبة 90 في المئة في قيادة الفريق إلى دور الـ 16 وفي ظل الطريقة الجديدة التي انتهجها، وهذا هو الأهم، وأتمنى أن يزداد تركيز اللاعبين في مباراتهم المقبلة أمام كوريا الجنوبية في دور الـ 16 وأن يضعوا في أذهانهم قوة ومهارة وسرعة الكوريين الذين يختلفون تمامًا في الأداء والتحضير والارتداد عن فرق الأدوار التمهيدية».
وشدد منذر الكبير، مدرب منتخب تونس الأسبق، على أن خط الهجوم يحتاج إلى تركيز في إنهاء الهجمة بشكل سليم، عطفًا على عشرات الفرص التي أهدرت أمام المرمى في مباريات مرحلة المجموعات.
وقال: «نجح الأخضر في الجزء الأول من البطولة وظهر بمستوى عال دفاعيًّا وهجوميًّا وتميز أداؤه بتنوع الهجمات والتحكم في الرتم والقدرة علي الاستحواذ، ومستوى اللاعبين في تطور تصاعدي خاصة بعد الانسجام الواضح بين اللاعبين، لكنه يحتاج إلى وجود حلول واختيار التوقيت الأصلح في التمرير والمراوغة والتسديد والمواجهة واحد ضد واحد، إضافة إلى الاختراق من العمق والأطراف، ويحتاج أيضًا إلى مرونة خاصة في الناحية اليسرى، والجماعية في الجهة اليمنى».
وأضاف: «أرى أن وجود عبد الرحمن غريب مهم أمام كوريا، لما يتمتع به من سرعة ومهارة وفكر وتمركز وصحة قرارات وعنصر المفاجأة».
وأوضح عثمان الحسنات، المدرب الأردني، أن الأخضر قدم أداءً مميزًا في الأدوار التمهيدية، ويكفي أنه الفريق الوحيد في البطولة صاحب المستوى الثابت في المباريات الثلاث التي خاضها هجومًا ودفاعًا، مشيرًا إلى أن الأخضر يمتلك رقمًا جيدًا لم يسبقه إليه منتخب آخر في هذا الدور، وهو ولوج هدف يتيم في شباكه أمام عُمان 2ـ1، وهو ما يثبت قوة المنظومة الدفاعية الشاملة، وتفاهمها مع خط الوسط، الأمر الذي أسهم في تخفيف العبء على خط الدفاع».
وقال: «نجح الأخضر في توظيف الأطراف، لخلخلة دفاعات الفرق الأخرى خاصة سعود عبد الحميد في الجهة اليمنى، ولم يتبقَ إلا أن يتأقلم سالم الدوسري مع خطة ومنهجية مدربه الإيطالي مانشيني في عدم التقيد بالأطراف فقط».
ويعتقد يوسف عنبر، المدرب السعودي، أن الحكم على أداء المنتخب السعودي في الجولات الثلاث بمرحلة المجموعات لن يكون كافيًا، حتى ولو كانت الحصيلة 7 نقاط من أصل 9، لضعف المنافسين.
وقال: «الأخضر فرض سيطرته على المباريات الثلاث، لكن مشكلته كانت في إهدار الفرص وعدم ترجمة الكم الهائل منها إلى أهداف، وما قدمه يؤكد علو كعبه في المواجهات الثلاث، لكن الأدوار الإقصائية تحتاج إلى تركيز أكبر وأكثر، وعلى اللاعبين ومدربهم إدراك أهمية المرحلة المقبلة، واللعب بمسؤولية، والحرص على استثمار الفرص لتحقيق نتائج إيجابية».
ونوّه إلى أن وجود المنتخب السعودي في النهائي أمر مهم، وينبغي على اللاعبين ومدربهم أن يدركوا ذلك، فهو صاحب الإنجازات القارية خاصة في كأس آسيا.
ويؤكد عبدالرزاق الشابي، المدرب التونسي، أن ملامح المنتخب السعودي الذي عهدناه في الأدوار التمهيدية على الرغم من النتائج الطيبة التي حققها أمام عُمان وقرغيزستان وتايلاند، لم تظهر خاصة في الناحية الهجومية والاختراقات الطولية والعرضية التي كانت تميزه في كل البطولات التي يشارك فيها.
وقال: «إن الطريقة التي يستخدمها الإيطالي مانشيني، مدرب الأخضر، تحتاج إلى وقت أطول للحكم علي نجاحها والتي لا يمكن قياسها بشكل دقيق إلا مع مواجهة منافس قوي وهو ما سوف نراه في مباراة كوريا الجنوبية في دور الـ 16 والتي ستكون المحك الحقيقي للحكم علي المدرب الإيطالي».