|


عمار بوقس
المنتخب ليس ناديا
2024-01-28
سأتجاهل تصريحات مانشيني التي حصد بها النجومية الإعلامية في كأس آسيا، وسأتجاهل تخبُّطاته الفنية حيث أشرك في ثلاث مباريات أربعة مهاجمين، وأربعة محاور، وثلاثة أظهرةٍ يسار، وثلاثة أظهرةٍ يمين، وسأتجاهل تشكيكه في وطنية لاعبينا وانتمائهم لهذا البلد، وسأكتفي بالعبارة الصادقة الوحيدة التي قالها: المنتخب ليس ناديًا.
نعم يا مانشيني المنتخب ليس ناديًا حتى تعبث به في أهم بطولةٍ قاريةٍ، حيث نبحث جميعًا عن اللقب، وتبحث أنت عن الإحلال في الوقت الخاطئ، وتستمرُّ في تدوير اللاعبين، وكأنك تجهز أحد الأندية في معسكرٍ إعدادي قبل بداية الموسم!
نعم يا مانشيني المنتخب ليس ناديًا حتى نتغنَّى بصدارةٍ مزعومةٍ وهميةٍ، جاءت على حساب منتخب قرغيزستان، الذي لعب بتسعة لاعبين، إضافةً إلى بدلاء تايلاند، ناهيك عن عُمان الذي عجز عن الفوز على أضعف منتخبات المجموعة.
نعم يا مانشيني المنتخب ليس ناديًا حتى تشكِّك في انتماء لاعبيه ووطنيتهم، لأننا نتقبَّل ذلك من لاعبي الأندية، لكننا لن نقبله أبدًا من لاعبين خدموا المنتخب سنواتٍ طويلة، ولم نسمع عنهم أي خذلانٍ، وإذا كان هذا يحدث لديكم في إيطاليا، فثق تمامًا أن لاعبينا يعرفون جيدًا قدر هذا الوطن.
نعم يا مانشيني المنتخب ليس ناديًا حتى تكون أنت الآمر الناهي فيه، وتخفي جميع الإدارات المعنية في المنتخب، وتنصب نفسك المتحدث الرسمي له بغرض إطلاق التصريحات الرنَّانة التي تكتسب بها نجوميةً أكبر، فترشِّح المنتخب للمنافسة تارةً، وتتراجع عن ترشيحه تارةً أخرى، وكأنه نادٍ في الدوري، وليس منتخبًا، ينافس في المحافل الدولية!
نعم يا مانشيني المنتخب ليس ناديًا حتى تستغله في الهمز واللمز للمنتخبات الأخرى، وإذا كانت كوريا تجنَّبت مواجهة اليابان فقد قال أحد الحكماء ذات مرة: يجب أن تخسر أحيانًا لكي تنتصر، وربما يكون الانسحاب طريقًا للانتصار.
نعم يا مانشيني المنتخب ليس ناديًا، لذا أعدك وعد شرفٍ بأنك إذا تجاوزت كوريا الجنوبية، التي كنت تهزأ بها وبمدربها، فسيكون مقالي لمدة شهرٍ بوصفه اعتذارًا لك، وبعدها سأعتزل الكتابة الرياضية، لكنني سأظل أردِّد دائمًا وأبدًا: المنتخب ليس ناديًا.