|


د.تركي العواد
مانشيني المدرب.. روبرتو الممثل
2024-02-02
لم يُعرف عن مانشيني خلال السنوات التي قاد فيها المنتخب الإيطالي حبه للأكشن، فقد كان مدربًا محترفًا بمعنى الكلمة، وقاد فريقه لتحقيق كأس الأمم الأوروبية بعد غياب دام 52 عامًا.
الوجه الجديد الذي ظهر به روبرتو في كأس آسيا كان مستنكرًا وغير مألوف بالنسبة له ولأي مدرب منتخب، فقد بدأ البطولة بمؤتمر صحفي ملتهب جعل المنتخب تحت الضغط أمام عمان، ولولا إخلاص وقتالية اللاعبين لخسرنا اللقاء ودخلنا نفق الشك المظلم.
انتهت الأزمة والحمد لله بأقل الخسائر وتصدرنا المجموعة وبدأ التفاؤل، اعتقدنا انتهاء الأكشن. دخلنا لقاء كوريا بكل جدية، سارت الأمور كما نريد إلا آخر الثواني أمام الشمشمون بعد أن تراجعنا أكثر من اللازم وتلقينا هدفًا غيّر المسار، وفرض تمديد القتال.
كل ذلك في حدود الطبيعي، ولكن عودة روبرتو لدور البطولة بمشهد درامي وهو يمشي وحيدًا (ويدخل النفق الذي خشينا الدخول فيه أول مرة) جعلنا في حيرة غير مسبوقة، لم يكن منظره وهو يعطي ظهره لنا ويغادر مقبولًا أبدًا.
هناك أدبيات ومبادئ في الرياضة يجب احترامها، هناك تقبل للخسارة وتهنئة الفائز.
هناك منتخب سعودي قدَّم كل ما يستطيع في مباراة طاحنة خرج منها لاعبون مصابون ولاعبون ينزفون، ألا يستحون منك "شكرًا يا بطل"؟
هناك جمهور مخلص جاء بالسيارة والطيارة يحمل الأعلام والأحلام من كل مدن المملكة.. جاء قبل ساعات، وأنت تستكثر الانتظار ثوانٍ معدودة.
نحن مصدومون.. نحن مذهولون لا نعرف كيف نتصرف.. لم يمر علينا مدرب منتخب بسلوك غير منضبط.
الآن وصلنا لمرحلة القرار.. هل يبقى أم يرحل؟ هل سيغير سلوكه في المستقبل؟ هل ستتقبله الجماهير، أم لا؟
الوضع محرج للجميع، جمهور ولاعبين واتحاد.. أتمنى ألا يظهر لنا "روبرتو" في مشهد جديد غير مألوف.. أتمنى ألا يخرج عن كل النصوص، فمن الواضح أنه لا يستطيع السيطرة على غضبه.. المشكلة أنه يغضب كثيرًا.