|


بواكي.. مدينة الحرب والدبابات والمتمردين.. وكرة القدم

عدد من مشجعي منتخب كوت ديفوار الأول لكرة القدم في مدرجات ملعب «السلام» بمدينة بواكي الإيفوارية قبل مواجهة مالي في ربع نهائي بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 (رويترز)
أبيدجان ـ الألمانية 2024.02.03 | 07:59 pm

أصبحت مدينة بواكي معقل كرة القدم خلال فعاليات كأس أمم إفريقيا 2023، التي تستضيفها كوت ديفوار حاليًا، وذلك بعد 22 عامًا من الحرب الأهلية.
وتعرضت بواكي في سبتمبر 2002 للحرب الأهلية في الدولة الواقعة غرب إفريقيا، لكن مع مرور السنين تغيرت الأوضاع بشكل كامل وأصبحت مدينة نابضة بالحياة.
وفي ذلك الوقت توقف كل شيء عن العمل في بواكي، فقط الأطفال والجنود يجلسون في السيارات، ويعملون دوريات في الشوارع، وكنت ترى الدبابات المدرعة في الأفق، كانت هناك طلقات نارية من حين لآخر في الليالي، خوفًا من السيطرة على المدينة.
كان ملعب «السلام» في بواكي الذي تم استغلاله خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 1984، يُستخدم موقع تنفيذ لضباط الشرطة، والجنود العسكريين خلال الحرب الأهلية، وفقًا للسكان المحليين.
استضاف بعدها ملعب «السلام»، كمحاولة لتوحيد شعب كوت ديفوار، مباراة المنتخب الإيفواري أمام مدغشقر، في يونيو 2007، في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2008، حيث شاهد نحو 25 ألف مشجع فوز منتخب كوت ديفوار على مدغشقر بخمسة أهداف دون رد، وأصبح ذلك أيضًا نقطة تحول رئيسة.
ونقل الموقع الرسمي لاتحاد الكرة الإفريقي «كاف»، السبت، عن أحد السكان الأصليين الذي عاصر تلك الأحداث، قوله: «كان الأمر ممتعًا عندما لعبنا أمام مدغشقر. شعرنا جميعًا بالتوتر عندما صدر الإعلان بسبب سير الأمور هنا، لكن بعد عقدين من الزمان، تغيرت القصة تمامًا».
احتضنت مدينة بواكي بطولة كرة القدم الرائدة في إفريقيا، كأس أمم إفريقيا، على ملعب «السلام» الذي تم تجديده، ليتسع الآن لـ 40 ألف مقعد.
وأصبحت المدينة التي كانت ذات يوم قاعدة للمتمردين، مركز استضافة لكرة القدم الإفريقية، تشهد الأيام الحالية كل شيء في أبهى حلة، وبالإضافة إلى جمال كرة القدم التي يتم متابعتها، أصبحت المدينة تستفيد بشكل رئيس من المنتجات الثانوية لكأس أمم إفريقيا.
وشهدت بواكي جمال كرة القدم وقوتها الموحدة وهي شهادة على كيفية جمع هذه اللعبة بين الناس.
ستُختتم كأس أمم إفريقيا في كوت ديفوار قريبًا، ولكن الإرث الذي ستتركه سيدوم لفترة طويلة وسيولد مشاعر الفخر لدى سكان بواكي بشكل خاص والشعب الإيفواري بشكل عام، بعد التغيير الجذري الذي شهدته المدينة والدولة بأكملها عقب 22 عامًا من تسيد مشاعر اليأس والخوف جراء الحرب الأهلية في البلاد.