|


كلينسمان.. رجل العائلة.. حياة هادئة وابتسامة مستفزة

الدوحة - إبراهيم الحمدان 2024.02.05 | 10:48 pm

حياة هادئة على شاطئ هنتنجتون جنوب كاليفورنيا الأمريكية، وأسرة متناغمة ينهمك كل شخص من أفرادها في منح شغفه الوقت والعقل، إلا الحب فهذا ينقسم إلى نصفين، أحدهما للعمل، والآخر من أجل العائلة، وابتسامة هي أول ما سيقع صوبها تركيز من تلفته صور الألماني يورجن كلينسمان، مدرب منتخب كوريا الأول لكرة القدم، وعائلته.
تلك الابتسامة غير العادية صعدت إلى قمة المواضيع المتداولة على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من ليلة، عندما أطلقها وفريقه يستقبل هدف التعادل من ماليزيا الفقير نقطيًا على مدى تاريخ البطولة، فهو لم يعرف إلا تلك النقطة من أمام كوريا، وعلى الرغم من ذلك، ضحك يورجن، لماذا؟ هل هو سعيد بتجنبه اليابان؟ هل يستخف بالمنتخب السعودي، هكذا كانت تُطرح الأسئلة، وهكذا أجاب المدرب صاحب الضحكة الأشهر في كأس آسيا 2023: «ردة فعل عادية، لا أقصد فيها التقليل من أي منتخب، أحترم السعودية، ولا مانع من مواجهة اليابان لو كان ذلك خيارًا».
كلينسمان أبصر النور عام 1964، أي بعد أربعة أعوام فقط من تتويج منتخب كوريا الجنوبية بآخر لقب قاري، قبل خمسة عقود وعليها أربعة من الأعوام، وحظي بثقة الاتحاد الكوري، لكتابة خططه الفنية من أجل «الشمشون» في فبراير 2023، وبعد 11 شهرًا وأكثر قد يحقق الألماني الحلم لبلد الصناعات، ويساهم في صنع أهم منجز كروي في العهد الحديث من قطر حيث البطولة الآسيوية.
ضحكة يورجن، أو في رواية أخرى «والد ليلى»، عادت إلى الظهور مجددًا في مؤتمر صحافي تبع مباراة منتخبه أمام أستراليا، وعلى وجه التحديد وهو يتلقى كلمات من صحافي تنتابه مخاوف تأخر لاعبي المنتخب في تسجيل الأهداف قائلًا: «هل أصبح لاعبونا زومبي «موتى سائرون»؟»، فحرك أبو ليلى عضلات وجهه الـ12، التي تعمل لدى الإنسان عندما يقرر ذلك، ولكن بدا وجهًا ساخرًا ورد: «لا ضرر من ذلك، نحن زومبي يا عزيزي طالما أننا نكسب المباريات حتى لو سجلنا في آخر دقيقة».
«إن فن التصوير الفوتوغرافي هو أكثر بكثير من مجرد الضغط على زر الكاميرا، إنه فن التقاط جمال الحياة نفسها»، هذا ما تقوله ليلى «23 عامًا»، ابنة يورجن، فهي عاشقة للتصوير في مجال الخيل، وظهرت في كثير من الأحيان مع جوناثان «26» شقيقها، حارس فريق لوس أنجليس جالاكسي الأمريكي، داخل مدرجات ملاعب الولايات المتحدة حينما كان والدهما يدرب منتخب أمريكا، إلى جانب ديبي تشين والدتهما صاحبة الأصول الصينية وعارضة الأزياء، والتي ما زالت تدعم مدرب «الشمشون» منذ كان لاعبًا، ومنذ زواجهما عام 1995.
في عام 1996، وبعد زواجه بعام واحد، كانت ديبي فأل خير على يورجن، وأهم الأسباب أنه أصبح بطلًا لكأس أمم أوروبا مع منتخب بلاده، وعانق الذهب الثمين من ملعب ويمبلي.
كلينسمان الذي بلغ 59 عامًا، مثالي وطيب القلب، ومحب للتحدي، واجتماعي، وتقول عنه زوجته إنه "رجل يقدر العائلة، وليس من السهل أن تسحب منه ردود فعل غاضبة، ببساطه إنه مثالي».
من علامات شجاعة يورجن ومناطحته الظروف والإقبال على ساحات التحدي، قبوله مهمة تدريب «المانشافت» الألماني، بعد عام واحد من اعتزاله 2004 وهو في عمر الـ39، ثم قيادته في كأس العالم 2006، والمضي به إلى نصف النهائي، والخسارة من أمام الطليان بأقدام دل بييرو، والحصاد كان البرونز، كما هي النتيجة في كأس القارات التي سبقت مونديال ألمانيا، ليستقيل بعدها، ويستكمل رحلاته التدريبية حتى أصبح مدربًا لكوريا الجنوبية.
علاقة كلينسمان مع البطولات القارية تبدو أكبر من غيرها، إذ حقق بطولة «يوروبا ليج» بقميص إنتر ميلان الإيطالي، وأيضًا عندما حمل شعار بايرن ميونيخ، علاوة على الذهب في ويمبلي عام 1996، والفرصة ليست ببعيدة على صاحب البسمة البراقة، فالحلم الآسيوي على بعد خطوتين فقط.