|


سعد المهدي
كرة «الألم»
2024-02-10
تتحول كرة القدم التي يعتبرها كثيرون من شعوب العالم مصدر «سعادة»، إلى سببٍ من أسباب الشعور بـ «الألم»، دون الوصول إلى فكرة «التخلي» عن متابعتها، بل تسليم «مشاعرهم» طواعية لما تمليه عليهم من فرح وغضب، وما هو أبعد من ذلك بكثير.
يمكن للبعيدين جدًا عن أحوالها وكواليسها أيضًا التماهي مع أحداثها والتأثر عاطفيًا مع النتائج التي يفرزها الجمهور الكروي القريب أو البعيد عنها، وهم من يشكلون ما نسميه بـ«المجتمع الرياضي»، وبالتالي تزداد كتلة «ردة الفعل» متانة تصل إلى شعور عام يفرض نفسه على حياة المجتمع ككل، ويظهر في تفاصيل يومياته واهتماماته، وعلاقاته واختياراته الحياتية المختلفة.
تفكيك منظومة «المشاعر السلبية» التي تفرض نفسها على «التنافس» الكروي أقوى من المحاولات التقليدية التي ينتهج البعض استخدامها من أجل «تهدئة» المشاعر والسيطرة على ردات الفعل، فهي «عميقة» في الشعور كثيرة أسباب وأشكال التحريك والاستثارة، وأهميتها أنها سبب إن تم تطبيبه زالت نتائجه، الذي يسمى «تعصب» واسميه «جنون وهوس» كروي.
تحول كرة القدم إلى «كرة ألم» لا يختص به مجتمع دون غيره، إلا أن أشكال ظهوره تختلف ولا يمكن تحديدها أو نسبها واختلاف أسبابها دون وجود دراسة علمية جادة، لكن في رأيي أنها يفترض أن تكون مسؤولية كل شخص يستطيع أن يجعل نفسه في الحد الفاصل بين «الألم» ومتعة الفرجة ومشاعر التشجيع، حتى تحول بينه والانزلاق في ما يسبب له «الألم» النفسي وتنامي الشعور بالكراهية، أو العدائية والرغبة في الإيذاء.
بعيدًا عن الأسباب والمتسببين وحتى لا يكون الهم الأكبر أن ندين الإعلام أو الجمهور أو العاملين في الأندية أو الاتحادات أو المؤسسة الرياضية يفترض علينا كأفراد أن نحب «كرة القدم» ونشجع «الأندية»، ويستهوينا «التنافس»، أن نعمل على ما يحمينا من أن تتحول «كرة ألم» تصيبنا أو نصدرها لمن حولنا.