|


عمار بوقس
الحل في أذربيجان
2024-02-12
عندما نجحت المغرب في الوصول إلى رابع العالم، كان عذرنا جاهزًا، حيث وصفناهم بأنهم مجموعةٌ من المغتربين الذين توزَّعوا في الدول الأوروبية، وكوَّنوا منتخبًا من المحترفين في أوروبا! والأمرُ ذاته ذكرناه عن مصر وتونس والجزائر، وعندما نجحت قطر في حصد لقبها الآسيوي الأول، ذكرنا أنهم مجموعةٌ من المقيمين، مع أننا لم نشاهد رونالدو، أو ميسي يحمل الجنسية القطرية! وها هو الأردن يحتلُّ وصافة آسيا بمجموعةٍ من اللاعبين المحترفين الموزَّعين ما بين لبنان والعراق وقطر وسنغافورة، لكننا سنبقى نختلق الأعذار حتى نثبت أننا على صوابٍ لا أقل ولا أكثر!
لن أتحدَّث عن مانشيني، ولن أدخل في الأمور الفنية، لأن حديث عميد المدربين خليل الزياني كان كافيًا لكشف المستور فنيًّا وإداريًّا، ولن أتحدَّث عن إدارة المنتخب التي غيَّبها مانشيني، ولن أتحدَّث عن فوارق التصنيف والقيمة السوقية للمنتخبات، ولن أتحدَّث عن فشلنا في معادلة دوري قوي ومنتخب قوي، لكنني سأبحث وإياكم عن الحلول، لأننا نتحدَّث عن نهضة وطنٍ، ودعمٍ لا محدودٍ من قادته للمنظومة الرياضية، ولن نسمح بأن نرى هذا الدعم هباءً منثورًا، لأننا نتعامل مع عقلياتٍ لا تقبل التراجع عن أخطائها!
أنشأنا الأكاديميات، واعتمدنا على الفئات السنية. ابتعثنا صغار اللاعبين إلى الخارج، ودفعنا عقودَ لاعبينا ليلعبوا احتياطيين في أوروبا. جلبنا النجوم من جميع أنحاء العالم، وزعمنا بأننا أحضرنا الاحتراف إلينا! والسؤال الأهم: ماذا كانت النتيجة؟ الجواب: سنواتٌ طويلةٌ بلا إنجازاتٍ، وإخفاقٌ تلو الآخر، لكن إلى متى؟
أثبتت التجارب الأخيرة أن عدد الدقائق الملعوبة للاعب، هي المعيار الأهم لصناعة منتخبٍ قوي بغض النظر عن المكان الذي يلعب فيه، فليس بالضرورة أن نحترف في أوروبا، بل يكفينا أن نسوِّق سبعة لاعبين مميَّزين أمثال عبد الحميد، وغريب، والبريكان، والكسار، والغامدي، وتمبكتي، والسلولي على أنديةٍ عربيةٍ وآسيويةٍ، بشرط أن ندفع لهم ما يتقاضونه في أنديتهم المحلية بوصفهم احتياطيين مقابل اللعب أساسيين في هذه الأندية، لأن اللاعب الأساسي في أضعف دوري محلي أفضل مئة مرة من اللاعب الاحتياطي في أقوى دوري عالمي، فالحلُّ في الاحتراف حتى لو كان الحلُّ في أذربيجان.